العدسة – إبراهيم سمعان
شغلت “انتخابات الرئاسة في مصر” اهتمام كثير من صحف العالم التي تناولتها بالتحليل من زاوية أو أكثر.
ففي صحيفة “فينانشال تايمز” البريطانية، وصف جدعون راتشمان، الانتخابات الرئاسية في مصر بالمشهد المحبط، موضحا أن المشهد يبرز كيف تلاشت مطالب الديمقراطية التي أطلقتها انتفاضات الربيع العربي في 2011.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يحكم بطريقة أكثر قمعية من حسني مبارك الذي أطاحت به الثورة المصرية.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن المشاركة المنخفضة في الانتخابات تضعف من قدرة السيسي على التعامل مع الاستياء المحلي من الاقتصاد والأمن، بينما تجعله عرضة للانتقادات المتزايدة لسجله في مجال حقوق الإنسان.
ولفتت إلى أن أولوية الحكومة هي الحصول على نسبة مشاركة عالية من أجل الحصول على تفويض واسع لنظامه، مشيرة إلى أن محافظي العديد من المحافظات المصرية عرضوا حوافز تتراوح من ملاعب جديدة إلى تحسين أنظمة الصرف الصحي، حتى يخرج الناس للتصويت في الانتخابات، كما عرض رجال أعمال مكافآت “حج” لمن يشارك بالتصويت في الانتخابات.
ومضت قائلة: “بحلول مساء الاثنين، اليوم الأول من الانتخابات، بدا أن الإقبال في العديد من مراكز الاقتراع بالقاهرة كان ضعيفا، لم تكن هناك تصريحات رسمية حول أرقام الإقبال في الانتخابات، والتي تستمر ليومين آخرين، ذكرت بعض وسائل الإعلام المدعومة من الدولة أن نسبة الإقبال كانت عالية”.
ونقلت عن تيموثي قلدس، وهو محلل مقيم في القاهرة في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، قوله: “لا يعتمد السيسي وفريقه على قوة جاذبيته للحشد، لقد تحولوا إلى البنية التحتية لمبارك لجلب الناس إلى صناديق الاقتراع”.
بينما أعرب الكاتب روبرت فيسك، في صحيفة “إندبندنت” البريطانية، عن اندهاشه من سر الطاقة التي يصوت بها المصريون في هذه الانتخابات، في بلد اعتاد على إجراء انتخابات مزورة وصحف مزيفة وبرلمانات مزيفة، وتابع: “أستطيع أن أعدكم بأن السيسي سيفوز بأغلبية كبيرة ساحقة”.
وأضاف أن السيسي سينجح في الانتخابات مرة أخرى جزئيا بفضل أصوات المسيحيين، موضحا: “لا شك أن من بين مؤيديه المخلصين مسيحيي مصر، لأن الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وباباها لم يظهروا سوى الولاء لهذا الرئيس الذي فاز في الانتخابات الماضية بنسبة 96.1%”.
وأردف: “بغض النظر عن مدى رغبة المسيحيين في مجتمع علماني يتسم بالكرامة والعدالة، إلا أنه يجب عليهم الاعتماد على حكام مسلمين ظالمين للحفاظ على كرامتهم وعدالتهم”.
ومضى قائلا: “على النقيض من الحكام السابقين، أصدر السيسي 5 تصاريح لكنائس جديدة بمصر، وقصف بغضب إسلاميين في ليبيا، بعدما ذبحوا 21 قبطيا كانوا يعملون هناك، وشيد كنيسة بقريتهم تحيي ذكراهم”، مضيفًا أن المسيحيين سيصوتون بولاء لهذا الرجل هذا الأسبوع.
وقال موقع “ميدل إيست آي” إنه مع الأخذ في الاعتبار أن نتيجة الانتخابات أمر مفروغ منها، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي ضامن لفترة ثانية مدتها 4 سنوات.
وأشار إلى أن المسنين -وليس الشباب- هم الذين يصوتون، ونقل عن أحد الشباب قوله: “عندما يصوت كبار السن في هذه الانتخابات المزيفة، سيكون لهم يد في معاناتنا في ظل هذا النظام الحالي، لا أستطيع أن أفهم لماذا لا يشاركوننا مخاوفنا وتطلعاتنا لمستقبل أفضل، هم مصرون على الإيقاع بنا معهم”.
ونوه الموقع إلى أن المسنين، الذين تحدث معهم في مناطق مختلفة من العاصمة القاهرة، متفقون على أن مصر تمر بأوقات اقتصادية صعبة، لكنهم يثقون في أن إجراءات التقشف التي اتخذها السيسي ستؤدي في النهاية إلى مستقبل أفضل.
ولفت إلى أن العديد من الناخبين أشادوا بالرئيس الذي حافظ على مصر آمنة في مواجهة التهديدات الإقليمية.
وقال موقع “فويس أوف أمريكا”، إن المصريين يصوتون للرئيس، لكن نسبة المشاركة ستكون مفاجأة.
اضف تعليقا