دعا الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، أوروبا إلى تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة، مشددا على أهمية إعادة التفكير في استقلالية أوروبا الاستراتيجية.

وقال “ماكرون”، إن “أوروبا بحاجة إلى القيام بدور أكثر حزما داخل منظمة حلف شمال الأطلسي، وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة، وتطوير قدراتها الدفاعية الخاصة لتأمين السلام في منطقة هزتها الحرب في أوكرانيا”.

وأضاف “ماكرون” إن أوروبا القوية ستسمح للقارة بأن تصبح أكثر استقلالية داخل الحلف، وتتصرف “داخل ومع الناتو دون أن تعتمد على الناتو”.

وتابع: “لا يجب الاعتماد على الحلف، بل يجب العمل معه”، مردفا: “يجب أن نعيد التفكير في استقلاليتنا الاستراتيجية”.

ووحدت الحرب في أوكرانيا إلى حد كبير الحلفاء الغربيين في معارضة روسيا، وأكدت على أهمية الناتو في حماية القارة.

وأرسلت الولايات المتحدة وأوروبا قوات إلى الجناح الشرقي للحلف لتعزيز دفاعاتها بينما تزود أوكرانيا، التي ليست عضوا في الناتو، بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الأخرى التي سمحت لكييف باستعادة بعضا من أراضيها.

وأثار “ماكرون” غضب أوكرانيا وبعض حلفائها من خلال دعوة الغرب إلى تزويد روسيا بضمانات أمنية كجزء من أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ومنع تمدد الصراع إلى جميع أنحاء أوروبا.

وخلقت تكلفة الحرب بالنسبة لروسيا والغرب فرصة للدبلوماسية التي يحاول “ماكرون” فتحها، حيث سافر إلى واشنطن في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، بشأن الحرب.

وقال “ماكرون” للتلفزيون الفرنسي بعد وقت قصير من الاجتماع إن الزعيمين ناقشا “البنية الأمنية التي نريد أن نعيش فيه غدا”.

وأضاف: “هذا يعني أن إحدى النقاط الأساسية التي يجب أن نتناولها – كما قال الرئيس الروسي “بوتين” دائما – هي الخوف من أن يأتي حلف شمال الأطلسي إلى حدوده، ونشر الأسلحة التي يمكن أن تهدد روسيا”.

وقال “ماكرون” إنه يؤيد استراتيجية “الدفاع المطلق عن أوكرانيا”، مشددا على الحاجة بعد انتصار أوكرانيا في الحرب إلى “نص جديد يجب أن يعمد نظامًا جديدًا يضمن الاستقرار السياسي والأمن في هذه المنطقة وأوروبا”.

وقال “ماكرون” إن الضمانات الأمنية بموجب هذا الهيكل الجديد يجب أن تنطبق على أوكرانيا وروسيا وكذلك دول مجاورة مثل أذربيجان وجورجيا ومولدوفا وأرمينيا.

وأردف: “عندما أتحدث عن الضمانات، فإنني أتحدث عن كل هذه البلدان، بالنسبة لنا، ولكن أيضًا من أجل روسيا”.

واتهم بعض من قادة أوروبا الشرقية “ماكرون” باسترضاء موسكو بعد أن حذر في وقت سابق من هذا العام من إذلال روسيا.

 

اقرأ أيضا: إسرائيل ترحل محامي مقدسي إلى فرنسا