في كتابه الجديد ” Never Give an Inch: Fighting for the America I Love” وجه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو انتقادات شديدة اللهجة إلى جمال خاشقجي، كاتب العمود في واشنطن بوست، إذ شكك في مؤهلاته الصحفية منتقدًا التعاطف الإعلامي واسع النطاق مع قضية اغتياله على يد النظام السعودي التي وُصفت بواحدة من أكثر عمليات الاغتيال وحشية في العالم.

وكتب بومبيو في كتابه “لم يكن خاشقجي يستحق الموت، لكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين بشأن قيمته المهنية”، وتابع بومبيو، المرشح الرئاسي المحتمل لعام 2024، ساخرًا من تصوير وسائل الإعلام لخاشقجي على أنه ” بوب وودوارد السعودية” في إشارة إلى أن تاريخ خاشقجي لا يمثل شيئًا مقابل تاريخ الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد.

بومبيو، الذي شغل أيضًا منصب مدير وكالة المخابرات المركزية في إدارة ترامب، وصف خاشقجي بأنه كان من “النشطاء”، لكنه لم يكن صحفيًا، إذ أوضح أن خبرة وقدرة خاشقجي في العمل الصحفي لا تختلف عن قدرته هو شخصيًا على العمل في الصحافة، أو غيرهما من الشخصيات العامة التي تلجأ لكتابة المقالات أحياًنا أو نشر كتب لسرد بعض الوقائع ونقل بعض الخبرات.

اختفى خاشقجي في 2 أكتوبر / تشرين الأول 2018 بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول لاستخراج بعض الأوراق الحكومية، ومنذ ذلك الحين لم يُعثر له على أثر.

اختفاؤه أثار شكوكًا حول تعرضه لمكيدة من النظام السعودي، وسرعان ما أعلنت السلطات التركية تعرضه للاغتيال عبر الخنق والتقطيع، ومنذ ذلك الحين يواجه النظام السعودي سلسلة انتقادات واسعة النطاق بسبب ضلوعه في مثل هذه الجريمة البشعة.

حاول بومبيو تشويه سمعة خاشقجي كذلك باتهامه بأنه كان داعمًا للإرهاب، إذ قال أنه نعى أسامة بن لادن -مؤسس تنظيم القاعدة- بصورة علنية، وأشار إلى معلومات ذكرتها صحيفة نيو يورك تايمز عن تقارب خاشقجي مع جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بومبيو “الداعمة للإرهاب”.

في تعليقها على تصريحات بومبيو، قالت حنان العتر أرملة خاشقجي في تصريحات لشبكة إن بي سي الإخبارية يوم الإثنين “لم يكن جمال خاشقجي يومًا عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، بل كان يحمل وجهات نظر متباينة معهم رُغم علاقته الوثيقة بهم في شبابه.”

وتابعت “لم يشد زوجي أبدًا بهجمات 11 سبتمبر، بل كان دائم الهجوم لها… كان يرى أن السعوديين هم الخاسر الأكبر في تلك الواقعة.”

وأضافت العتر أنها تسعى بشدة “لإسكات كل هؤلاء الذين يحاولون التحقير من زوجي وإهانته… أيا كان ما يذكره بومبيو عن زوجي، فهو لا يعرف زوجي…. يجب أن يصمت ويكف عن نشر الأكاذيب حول حياة زوجي الراحل… هذا غير مقبول.”

وحول وحشية جريمة الاغتيال التي تعرض لها خاشقجي، قال بومبيو “كان مقتل خاشقجي بشعًا لكنه لم يكن مفاجئًا لي… هذه الطريقة روتينية للغاية في الشرق الأوسط… لقد رأيت ما يكفي من الشرق الأوسط لأعرف أن هذا النوع من القسوة كان روتينيًا للغاية في ذلك الجزء من العالم”.

في عام 2018، قال بومبيو، كوزير للخارجية إن مقتل خاشقجي “ينتهك قواعد القانون الدولي”، لكنه كذلك شدد على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين بلاده وبين السعودية.

وفي عام 2020، رفعت خطيبة خاشقجي التركية دعوى قضائية ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، متهمة إياه بإصدار أمر شخصي بإعدام خاشقجي بوحشية، وفي العام الماضي، قالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها ترى أنه يجب حماية ولي العهد من الدعاوى القضائية في المحاكم الأمريكية بسبب منصبه الرفيع كرئيس للوزراء.

يأتي كتاب بومبيو الجديد في ظل الحديث عن نيته الترشح للبيت الأبيض، إذ قال بومبيو إن خوض الانتخابات الرئاسية من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2024 لن يجعله يتراجع عن قرار الترشح.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا