العدسة ـ ربى الطاهر

يحتاج جسم الإنسان إلى التعامل معه بمهارة وعناية زائدة فيما بعد سن الخمسين لضمان مستوى صحي مستقر إلى حد كبير.

وكما تقول القاعدة الطبية الشهيرة “الأعراض لن تنتظرنا”، وهو ما يٌفسر على أنه حتى إذا تحمل الإنسان تلك الأعراض وتأخر في علاج أسبابها، فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج سيئة.

د .محمد سعد حامد أستاذ الأمراض الباطنية بجامعة عين شمس هو أحد المهتمين بالكتابة حول هذا الأمر ونشر الوعي بشأن ذلك عبر الندوات الاجتماعية.

وعبر إحدى هذه الندوات، أوضح حامد إنه حينما يكون هناك عرض مرضي تكرر أو استمر لأسابيع أو شهور، ولم يتم التعامل معه طبياً فإن درجة تأثر وظائف الجسم تتضاعف فيما بعد الخمسين، وأعطى مثالاً بالكحة التي إذا ما تأخر التجاوب معها بالشكل الصحيح في ذلك السن قد تؤدي إلى نوبات كحة متواصلة أو  فقدان للوعي أو كسر في الضلوع.

وأضاف أن اقترانها ببعض الأعراض الأخرى كارتفاع طفيف بدرجة الحرارة أو فقدان الوزن يشير إلى احتمالية الإصابة بأمراض صدرية خطيرة كالدرن أو الحساسية الموسمية، ومعه تصبح النصيحة الرئيسية هي التوجه إلى الطبيب إذا ما استمرت الكحة -أيا كان نوعها- لأكثر من خمسة أيام، وعدم تناول أدوية دون الرجوع لطبيب مختص.

الصداع هو أحد الأعراض الشهيرة التي يتعرض لها الإنسان بعد تخطي عمر الخمسين وعنه يقول الأطباء إن ضغوطات الحياة والفكر الدائم جعلت منه مرضاً للعصر إلا إنه في بعض الحالات يصبح شديد الخطورة مثل الصداع الذي يستمر لأيام متتالية ويسبب ألماً  في مؤخرة الرأس.

فقد يكون هذا مؤشرا إلى ارتفاع ضغط الدم، وتجاهله يحوله إلى حالة مرضية وتطورها دون تدخل علاجي قد يتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة كالالتهاب السحائي ومعه يصبح النصيحة الرئيسية هى المواظبة على قياس ضغط الدم مرة أسبوعياً ومقارنة القراءات لضمان ثباته في معدل متقارب.

أيضا آلام المفاصل تعتبر قاسما مشتركا بين أغلب البشر بعد سن الخمسين رجالاً ونساءً، حيث يشير الأطباء إلى أن تغير جيني يحدث بعد سن الخمسين عبارة عن بدء التآكل في المفاصل نتيجة الاحتكاك، وغالباً ما يظهر في الركبتين أولاً..

وينصح الأطباء في هذا النطاق بمنح الجسم بعض الراحة خاصة ما يتعلق بالصعود والنزول للسلالم العالية بشكل متكرر طوال اليوم إضافة إلى بدء تقليل تناول اللحوم والدهون ومنع تراكم الشحوم التي تزيد الوزن فتؤثر في قدرة المفاصل على الحركة الطبيعية.