قام مسؤولون في الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، يوم الثلاثاء 28 ديسمبر، بالتحذير من فرض إجراءات لتغيير أو فرض ترتيبات أمنية جديدة في باحات المسجد الأقصى لمصلحة المستوطنين المقتحمين. 

وشدد مسؤولو الأوقاف على رفضهم تلك الإجراءات، مشيرين إلى أنهم سيقاومونها بكل الوسائل الممكنة، كما اعتبروا أن “فرض مثل هذه الترتيبات سيؤدي إلى تصعيد الأوضاع في أراضي القدس المحتلة”.

ووصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، في حديث صحفي، ما قيل في هذا الشأن بأنه “تصعيد خطر لن يقبل به المسلمون وسيتصدون له”، مشددًا على أن ما يجري من اقتحامات وممارسات في المسجد الأقصى ما هي إلا “ممارسات استفزازية خطرة لن يتم القبول بها”، محذرًا الاحتلال الإسرائيلي من تداعياتها.

وأشار صبري إلى ما بات يحدث كل يوم من استهداف لحرس المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد، واقتحام شرطة الاحتلال لمصليات مسجد الصخرة المشرفة ومصليَي المرواني وباب الرحمة في الأقصى، واقتحام منزل نائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات وإخضاعه للتحقيق.

أما مدير المسجد الأقصى وأحد خطبائه، الشيخ عمر الكسواني، فقال في تصريح صحفي أنه “ليس من حق هذه الجماعات المتطرفة فرض ما تراه من ترتيبات داخل المسجد الأقصى، لأن ذلك من صلاحية إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، وهي صاحبة الصلاحية الأولى والأخيرة في إدارة شؤون المسجد”.

وندد الشيخ الكسواني بممارسات الاحتلال بحق الأقصى، كما استنكر بشدة ممارسات المستوطنين خلال اقتحاماتهم اليومية له، وقيامهم بأداء صلوات وطقوس تلمودية.

وكانت لجنة الأمن الداخلي في الكنيست الإسرائيلي قد أكدت، خلال جلسة عقدت أمس بين جماعات الهيكل واللجنة، بقيادة عضو الكنيست ميراف بن آري، ومدير منظمة “بيدينو” تومي نيساني، على مراقبة أعمال شرطة الاحتلال في الأقصى وتطويرها لمصلحة الوجود اليهودي فيه، وذلك عبر لجنة خاصة يشكلها الكنيست لهذا الغرض.

وأوصت اللجنة كذلك بإنهاء إبعاد المقتحمين اليهود عن الأقصى، وتخفيف إجراءات التفتيش الأمني لليهود، كما طالبت بزيادة فترات الاقتحامات لتخفيف الضغط على المجموعات المقتحمة.

ومن المقرر أن تناقش اللجنة المُستحدثة من أعضاء الكنيست وجماعات الهيكل تطوير الوضع الأمني كل 6 أشهر.

وتأتي هذه التغييرات الكبيرة في صورة تنفيذ توصيات مؤتمر جماعات الهيكل المتطرفة الذي انعقد في الرابع من الشهر الماضي، لمضاعفة أعداد المقتحمين اليهود للأقصى بعشرة أضعاف، وتعزيز الحضور اليهودي فيه بكل الوسائل الممكنة، والذي يتبنى كنيست الاحتلال وحكومته كل مخرجاته بقوة حتى الآن.

من ناحية أخرى، اقتحم عشرات المستوطنين، يوم الثلاثاء 28 ديسمبر، المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية منه، وتلقوا شروحات عن أسطورة “الهيكل المزعوم”.

واقتحمت عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي اليوم مسجدي الصخرة المشرفة والمصلى المرواني داخل المسجد الأقصى بصورة استفزازية، بحجة التثبّت من قيام إدارة الأوقاف الإسلامية بأعمال ترميم وصيانة في المسجدين.

وكانت شرطة الاحتلال قد داهمت تجمعًا للمرابطات في ساحة مصلى باب الرحمة، وقامت بإرغامهن على مغادرة الساحة بهدف تأمين الحماية لاقتحامات المستوطنين، والتي كانت قد استؤنفت منذ ساعات الصباح الأولى بمشاركة رؤساء جمعيات استيطانية وحاخامات وطلاب من أنصار اليمين المتطرف.

من ناحية أخرى، اقتحمت طواقم من بلدية وشرطة الاحتلال في القدس حي عين اللوزة من أراضي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وفق مصادر محلية، والتي أشارت إلى أن شرطة الاحتلال أغلقت محيط الحي، وصورت بلدة الاحتلال في القدس منازل ومنشآت هناك توطئة لاستصدار أوامر إدارية بهدمها.

وكانت قوات كبيرة من جنود الاحتلال قد اقتحمت، فجر يوم الثلاثاء، مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، وداهمت العديد من منازل المواطنين هناك وفتشتها بحجة البحث عن أسلحة وذخائر، فيما لاحقت عمالًا من أبناء الضفة الغربية يعملون في المخيم، وأزالت بسطات للباعة المتجولين هناك.

بالإضافة إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الطفل معاذ أحمد الأعور من حي عين اللوزة ببلدة سلوان جنوب القدس المحتلة.

في سياق آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلًا في منطقة السنداس جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، قبل أيام من انتقال صاحبه وعائلته للسكن فيه.

على صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال، خربة ابزيق في الأغوار الشمالية الفلسطينية، وشرعت بعمليات هدم لمنشآت المواطنين هناك، بينها خيام ومنشآت سكنية وزراعية لعشر عائلات، كما اقتلعت قوات الاحتلال عشرات من أشجار الزيتون المعمرة في قرية واد فوكين غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية وجرفت أراضٍ هناك، وفق تصريحات لمدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية.