يواجه محمد بن سلمان مشكلة حقيقية قد تجبره على المثول أمام القضاء الأمريكي ما لم تتدخل إدارة ترامب لإنقاذه من هذه الورطة السياسية والدبلوماسية التي أصبح فيها بعد استدعائه رسمياً من قبل محكمة أمريكية، خاصة وأن احتمالية رحيل ترامب عن البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة كبيرة.

وكان أمر استدعاء رسمي قد صدر في حق ولي العهد السعودي للمثول أمام المحكمة الجزئية الأمريكية لمنطقة كولومبيا، على خلفية طلب تقدم به مسؤول الاستخبارات السعودية السابق اللواء سعد الجبري الجمعة الماضية، بعد يوم واحد من دعوى قضائية كان قد رفعها متهماً فيها محمد بن سلمان بتدبير محاولة لاغتياله.

يتطلب أمر الاستدعاء أن يمثل أمام المحكمة لاستجوابه من قبل النيابة العامة، إلا أن محمد بن سلمان قد يتهرب من الحضور متحججاً بالبروتوكول الدبلوماسي الذي يوفر له حصانة دبلوماسية، لكن مجرد الاحتجاج بمثل هذه الامتيازات سيكون سبباً للإحراج الدبلوماسي.

ومع احتمال حدوث تغيير في إدارة البيت الأبيض بعد انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، من المتوقع أن تضر الدعوى بالعلاقات السعودية الأمريكية، حيث تعتبر الولايات المتحدة برئاسة ترامب من أكبر داعمي ولي العهد السعودي، وفي حال رحل ترامب قد يجد محمد بن سلمان نفسه في مأزق ستكون عواقبه تدهور في العلاقات بين البلدين.

وعلى الرغم من أن بن سلمان لديه حالياً داعمين في البيت الأبيض، فإن الجبري أيضاً يمتلك شبكة علاقات واسعة وقوية مع كبار المسؤولين في وكالات المخابرات الأمريكية، التي تنسب إليه الفضل في منع العديد من هجمات القاعدة الإرهابية ضد المدنيين الأمريكيين، ما يجعل كفتيهما متساويتان تقريباً.

على خطى اغتيال خاشقجي

يدعي الجبري في الدعوى القضائية التي رفعها ضد بن سلمان أنه بعد أسبوعين تقريباً من مقتل الكاتب والمعارض السعودي جمال خاشقجي على يد فرقة اغتيال سعودية تم إرسال فرقة اغتيال سعودية أخرى لقتله ]الجبري[ بطريقة مماثلة.

وأصدرت المحكمة أومر استدعاء ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان و13 شخصًا آخر لإجبارهم على الرد على اتهامات محاولة اغتيال الجبري الذي يعيش حالياً في كندا منذ فراره من المملكة عام 2017 خوفًا على حياته، خاصة مع تلقيه تهديدات أكثر من مرة من قبل ولي العهد، لذلك فهو يعيش في كندا تحت حماية الشرطة وأفراد أمن من شركات الحراسة الخاصة.

على مدار الفترة الماضية، اتضح بصورة أو بأخرى أن بن سلمان يعتبر الجبري أحد أخطر التهديدات عليه وعلى نظامه، حيث يتمتع الجبري بعلاقات وثيقة مع دوائر المخابرات الأمريكية، بالإضافة إلى الأسرار والمعلومات الحساسة التي يمتلكها الجبري بفضل عمله في منصب حساس في الدولة السعودية، ما جعله مطلعاً على معلومات خطيرة قد تضر بابن سلمان إذا خرجت للعامة.

على سبيل المثال، وفي محاولة لمضايقة ضابط المخابرات السابق ]سعد الجبري[، أصدرت المملكة العربية السعودية نشرة حمراء لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) مطالبة باعتقاله، إلا أن المنظمة رفضتها حيث رأت أنها مذكرة بُنيت على دوافع سياسية.

وجاء في الدعوى التي رفعها الجبري “يمتلك الدكتور سعد الجبري – ربما أكثر من أي جهة أخرى- عدد من المعلومات الحساسة والمهينة والمسيئة للمتهم محمد بن سلمان، وقد قام الدكتور بتسجيل عدد من مقاطع الفيديو تحتوي على هذه المعلومات لنشرها في حال تم قتله”.

على الرغم من عدم إثبات الادعاءات التي اشتملت عليها الدعوى القضائية، إلا أنها تضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن محمد بن سلمان يقود حملة منهجية لإسكات المعارضين في الخارج بأي وسيلة ممكنة.

الاستدعاء الأمريكي وضح بصورة صريحة أنه “في حالة عدم مثولك أمام القضاء سيتم إصدار أحكام ضدك كون الدعوى تشتمل على طلب إغاثة من المدعي”، ومع ذلك لم يُعلق محمد بن سلمان حتى الآن، إلا أنه من المتوقع أن يلجأ إلى إدارة ترامب للحصول على حصانة، حيث يتيح القانون للحكومة الأمريكية أن تطبق الحصانة السيادية على زعيم أجنبي عندما تشعر أن العلاقات مع ذلك البلد قد تتضرر.

مع ذلك، محمد بن سلمان يصارع الزمن حيث أن الانتخابات الأمريكية على وشك الحدوث، وقد يخسرها ترامب بصورة كبيرة، ما يجعل هيبة بن سلمان -المنهارة بالفعل- على المحك.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضًا:  بن سلمان مطلوب للقضاء.. أزمة الجبري تتفاقم وتهدد عرش ولي العهد السعودي المتهور