تبدي أوساط أمنية إسرائيلية مخاوف كبيرة من تداعيات حصول تركيا على منظومة الدفاع الجوي الروسية “S 400” الأكثر تطوراً في العالم.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن هذه الأوساط، قولها إن حصول تركيا على هذه المنظومة يجب أن يقلق دوائر صنع القرار في تل أبيب، لأنه يمهد لتهديد التفوق النوعي الذي يمتاز به سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي تقرير نشره موقعها اليوم، قال معلق الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان، إن إسرائيل لا تخشى أن تقوم تركيا بنقل هذه المنظومات أو معلومات حولها إلى دول معادية مثل إيران، إلا أن هذا التطور يمكن أن يشجع دولاً أخرى في المنطقة على اقتناء هذه المنظومات، ما يقلص من هامش المناورة الذي يمتاز به سلاح الجو الإسرائيلي ويحدّ من قدرته على توظيف تفوقه النوعي في تنفيذ الجهد الحربي.
وأوضح أنه على الرغم من أن روسيا تراجعت عن قرار سابق بتزويد إيران بمنظومة “S 300″، إلا أنه من غير المستبعد أن تعدل عن قرارها في المستقبل وتقوم بتزويد طهران بهذه المنظومة أو حتى “S 400”.
ولفت ميلمان إلى أن إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الحصول على المنظومة المتطورة، رغم اعتراض الولايات المتحدة وتهديداتها، يدل على أنه يجدر بإسرائيل عدم الاعتماد على سياسات الإدارة الأميركية الحالية، ولا سيما بسبب عدم اعتماد الرئيس دونالد ترامب سياسة خارجية صارمة وواضحة وثابتة.
وحسب ميلمان، فإن ترامب يتبنى النقيض تماماً لمقولة الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفيلت، الذي قال يوماً: “تحدث بصوت منخفض وأمسك عصا غليظة”، إذ إنه يتحدث بصرامة ولكن سلوكه العملي يدلّ على أن بالإمكان إخضاعه بسهولة.
وحسب ميلمان، فإنه من ناحية عملية، تعتبر السياسات الخارجية التي يتبناها ترامب أكثر خضوعاً وضعفاً من السياسات التي كان يتبناها سلفه باراك أوباما، لافتاً إلى أنه هدد كوريا الشمالية وبعد ذلك “لم ينفك عن تملق زعيمها كيم جونغ أون”.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن ترامب فرض عقوبات واسعة على إيران، إلا أنه لا يبدي استعداداً للقيام بعمل عسكري ضدها، حتى بعد أن أقدمت على الكثير من الخطوات التي تهدد الملاحة البحرية في الخليج، ويبدي استعداداً لإجراء مفاوضات معها.
واعتبر ميلمان أن إصرار تركيا على الحصول على المنظومة الروسية المتطورة، رغم اعتراض حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتهديدات الأميركية، يدل على أن أردوغان يستهين بالحلف وبترامب.
ونوّه بأن قرار روسيا تزويد تركيا بالمنظومة المتطورة رغم تأثيراتها السلبية على إسرائيل، يدلّ على أنه رغم التنسيق المشترك الوثيق معها بشأن سورية، فإن قدرة تل أبيب على التأثير على سياسات موسكو في المنطقة محدودة.
وشدد ميلمان على أن إسرائيل لا يمكنها أن تثق بتركيا، التي تحولت من حليف لإسرائيل إلى “خصم معاد”.
وأعادت للأذهان حقيقة أن الاستخبارات التركية استغلت تعاونها السابق مع الاستخبارات الإسرائيلية، وقامت بتسليم الاستخبارات الإيرانية أسماء إيرانيين تعاونوا مع جهاز “الموساد”، ما مكّن طهران من إلقاء القبض عليهم وإعدام عدد منهم.
وزعم ميلمان أنه بالاستناد إلى معلومات قدمتها أجهزة استخبارية غربية، فقد كانت تركيا وراء تمكن إيران و”حزب الله” من الكشف عن شبكة تجسس لبنانية كبيرة عملت لصالح “الموساد” بعد حرب لبنان الثانية، مشيرة إلى أن ضمن أعضاء الشبكة كان ضابط كبير في الجيش اللبناني.
وحسب رواية الاستخبارات الغربية، كما نقلها ميلمان، فقد قامت إسرائيل بتزويد الولايات المتحدة معلومات حول لبنان زوّدها بها عملاؤها هناك، التي قامت بدورها بتقديم هذه المعلومات لتركيا في إطار التعاون الاستخباري المشترك.
وأضاف أن المصادر الاستخبارية الغربية ترجح أن يكون الأتراك قاموا بنقل المعلومات إلى إيران، التي قامت بدورها بنقلها لـ”حزب الله”.
وأوضح ميلمان أن أخطر ما قامت به تركيا يتمثل بسماحها بوجود قيادات حركة حماس على أراضيها، ومنحهم هامش حرية كبيراً في التحرك.
اضف تعليقا