تحدث مدير معهد دراسات دول الخليج “جورجيو كافيرو” عن الأسباب التي دفعت (إسرائيل) للانضمام للدول العربية الداعمة للجنرال الليبي “خليفة حفتر”.
وقال “كافيرو”، في مقال له في موقع “كونسوريتيوم نيوز”، إن تل أبيب، إلى جانب القاهرة والرياض وأبوظبي يدعمون “حفتر” الذي يصفه خصومه بـ”القذافي الجديد” الذي يسعى إلى تأسيس ديكتاتورية عسكرية على الطراز المصري في ليبيا.
وأضاف أن المشهد الليبي يكشف الديناميات الجيوسياسية الإقليمية التي دفعت مصر والسعودية والإمارات إلى أن تجد نفسها في نفس القارب مع (إسرائيل)، وتتقاسم نفس المفاهيم حول التهديدات الأمنية.
وأشار “كافيرو” إلى أن التنسيق بين “حفتر” والإسرائيليين الذي تم عبر الإمارات، بدأ في عام 2015، وفي البداية كانت (إسرائيل) تنظر إلى مصالحها في ليبيا ما بعد “القذافي” من منظور مصالحها في شبه جزيرة سيناء، بعد توثيق الروابط بين مختلف القوى الجهادية في ليبيا وسيناء.
ولفت إلى أنه في عامي 2015 و 2016، التقى “حفتر” مع عملاء الموساد في الأردن بسرية تامة، وبدأت (إسرائيل) في تزويد الجيش الوطني الليبي ببنادق القنص ومعدات الرؤية الليلية في ذلك الوقت.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ في شن غارات جوية في ليبيا بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي بعد أن أطلق “حفتر” عملية “الكرامة” في عام 2014. وبحلول منتصف عام 2017 ،
أفادت وسائل الإعلام الجزائرية أن المسؤولين في الجزائر حذروا “حفتر” من تلقي الدعم العسكري الإسرائيلي.
في العام الماضي، عقد “حفتر” اجتماعًا آخر في عمان لتعميق التنسيق الأمني بينه وبين (إسرائيل)، وجرت هذه اللقاءات مع “أورين حزان”، عضو حزب الليكود الإسرائيلي الذي له جذور ليبية.
وقال “كافيرو” إنه في حين تدعم الحكومة المصرية الشراكة الضمنية والخفية بين “حفتر” و(إسرائيل)، لم يرد “حفتر” التواصل مع تل أبيب إلا بصورة مباشرة.
لماذا انحازت (إسرائيل) إلى “حفتر”؟
ورأى “كافيرو” أنه عندما يتعلق الأمر بالتنسيق مع الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن تفضيل (إسرائيل) الواضح يكون مع الرجل القوي بغض النظر عن الأيديولوجية.
وأكد “كافيرو” أن “حفتر” يمثل نوعا من الزعماء العرب الذين يمكن للإسرائيليين التعامل معهم في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وأوضح أن الدعم الإسرائيلي لـ”حفتر” يجعل (إسرائيل) في تحالف أكبر بحكم الواقع مع الدول العربية السنية التي كانت تدعمه لسنوات، وتحديداً مصر والإمارات، ومؤخراً السعودية أيضاً.
وتابع: “من خلال دعم حفتر، يمكن لتل أبيب أن تعزز دورها في هذه الكتلة الناشئة من الدول السنية الإقليمية، والتي تشارك (إسرائيل) في تصورها لتهديد كل من إيران والميليشيات التي تدعمها طهران، وكذلك بعض الجماعات الإسلامية السنية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمون”.
وأشار إلى ما نقله موقع “ميدل إيست آي” عن أحد مصادر جيش الدفاع الإسرائيلي بأن “صديق صديقنا وعدو عدونا هو صديقنا، وحفتر صديق لمصر والأردن والإمارات، كما يحارب داعش”.
ورأى أن فرص الحصول على المال من خلال مبيعات الأسلحة المربحة أيضًا تساعد في تفسير اهتمام (إسرائيل) بدعم “حفتر”، بصفتها تاجرًا رئيسيًا للأسلحة.
وقد حققت (إسرائيل) مليارات الدولارات من خلال بيع الأسلحة وتأجير المستشارين العسكريين الإسرائيليين لمختلف البلدان التي تعاني من الصراع في أفريقيا، مثل جنوب السودان.
وتوسع (إسرائيل) نفوذها في أفريقيا، حيث تسعى إلى تعميق دورها وتعزيز علاقاتها مع مجموعة من البلدان. ويمكن لعلاقة تل أبيب الوثيقة مع “حفتر” أن تزيد من تقدم المصالح الجيوسياسية الكبرى في المنطقة.
وأشار “كافيرو” إلى أن الموارد الطبيعية في ليبيا عامل مهم للغاية في تعزيز العلاقة بين “حفتر” و(إسرائيل) حيث تسعى (إسرائيل) لتأمين الوصول إلى النفط الليبي بعد دعم “حفتر” في الحرب الأهلية المستمرة في البلاد.
ولفت إلى أن قوات الجنرال الليبي أثبتت قدرتها على السيطرة على جميع حقول النفط البرية تقريبًا في ليبيا، ما يعني أن (إسرائيل) ربما ترى في التحالف مع “حفتر” خطوة مهمة فيما يتعلق بتوفير احتياجاتها من الطاقة.
وختم “كافيرو” بالتحذير من أن الخطر المتزايد على ليبيا، التي مزقتها الميليشيات المختلفة التي تقاتل بدعم من (إسرائيل) والجهات الفاعلة الخارجية الأخرى، هو التقسيم على المدى الطويل.
اضف تعليقا