في مشهد مأساوي جديد، شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على قطاع غزة، مستهدفاً بشكل مباشر مدارس ومساجد تستخدم كملاجئ للنازحين الهاربين من الحرب. 

تعرضت مدرسة ابن رشد في منطقة الزوايدة للقصف، ما أسفر عن استشهاد 12 شخصاً وإصابة العشرات.

لم يكن هذا الهجوم هو الوحيد، حيث قصف الاحتلال مسجداً يؤوي نازحين بالقرب من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، مضيفاً إلى حصيلة الضحايا أعداداً جديدة من الشهداء والجرحى.  

هذا التصعيد المتزايد من قبل الاحتلال يأتي ضمن سلسلة من الهجمات العنيفة التي طالت أيضا مدرسة الشافعي وسط مدينة غزة، حيث سقط عدد من الشهداء في هذه الغارة الجوية المدمرة. كما تعرضت منازل في بيت لاهيا شمالي غزة للقصف العنيف، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص في بئر النعجة شمال مخيم جباليا.  

منذ عصر يوم السبت، استقبلت مستشفيات قطاع غزة حوالي 30 شهيداً و150 جريحاً نتيجة القصف المستمر. 

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت عن حصيلة مرعبة للضحايا منذ بداية العدوان، حيث وصل عدد الشهداء إلى 41,825 شهيداً، إضافة إلى 96,910 جريحاً منذ بداية الحرب قبل عام. 

هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع، إذ تعاني فرق الإسعاف والدفاع المدني من صعوبة الوصول إلى الجرحى والضحايا بسبب الدمار الهائل وانعدام الأمان في الشوارع.  

وإلى جانب الخسائر البشرية، تعيش غزة تحت وطأة أزمة إنسانية خانقة، حيث انقطع الاتصال مع الآلاف من المدنيين المفقودين، في حين دُمرت مئات الأبنية السكنية والبنية التحتية الحيوية، مما زاد من تفاقم الأوضاع، وخاصة في شمال القطاع حيث يتعرض السكان لمجاعة مميتة.  

رغم الأوضاع الكارثية، تستمر إسرائيل في عدوانها متجاهلة قرارات مجلس الأمن الدولي بوقف فوري للحرب، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين وتحسين الوضع الإنساني في غزة. المجتمع الدولي، رغم إداناته اللفظية، لم يتمكن حتى الآن من وقف هذا العدوان المتواصل، ما يعكس ضعف الجهود الدولية في فرض السلام وحماية المدنيين في الحروب الحديثة. 

اقرأ ايضًا : المنطقة تنزلق نحو حرب شاملة على وقع عدوان إسرائيلي مرتقب على طهران