اُتهم اثنين من موظفي تويتر السعوديين باستغلال مواقعهم الوظيفية في الشركة والقيام بالتجسس على معارضي النظام السعودي في تصرف زعم مقدمو الشكوى أنه بأوامر من ابن سلمان، حيث تم التقدم بشكوى جنائية ضدهم الأربعاء، والتي جاء فيها أن أحمد أبو عمو وعلي الزبارة قاموا بالتجسس على حسابات مستخدمي تويتر المعارضين لنظام الرياض، وهو النظام الذي لا زال يحظى بعلاقات جيدة مع إدارة دونالد ترامب بالرغم من مقتل الصحفي جمال خاشقجي العام المضي.
الشكوى ضمت أيضاً شخصاً ثالثاً، اُتهم بالعمل كوسيط بين موظفي تويتر والنظام السعودي.
ونقلاً عن الواشنطن بوست، فقد صرح المحامي الأمريكي ديفيد ل. أندرسون للصحيفة بأن “الشكوى الجنائية التي تم الكشف عنها تتهم المسؤولين السعوديين باستغلال أنظمة تويتر الداخلية للحصول على معلومات شخصية عن المعارضين السعوديين المعروفين، وكذلك عن آلاف رواد تويتر الآخرين”، وأضاف “لن نسمح لأن تصبح شركات الولايات المتحدة أو التكنولوجيا الأمريكية أدوات للقمع الأجنبي في انتهاك للقانون الأمريكي.”
الادعاء العام قال ان “أبو عمو” وهو مواطن أمريكي من أصول عربية شغل منصب مدير الشراكات الإعلامية في “تويتر”، قام بالتجسس على حسابات ثلاثة مستخدمين وإنشاء فاتورة مزيفة لطرد المحققين، وقد قُبض عليه الثلاثاء، أما الزبارة، وهو مواطن سعودي عمل كمهندس لموقع الشركة، اُتهم بالتجسس على أكثر من 6000 حساب عام 2015، بمن فيهم حسابات أشخاص على صلة بخاشقجي.
أحمد المطيري كان هو الوسيط، صاحب علاقات قوية مع الجهة، فمن جهة تربطه صلات وثيقة بالعائلة المالكة، ومن جهة أخرى تربطه علاقات بالزبارة، لتؤكد الواشنطن بوست بتلك المعلومات أن ولي العهد السعودي وراء هذا المخطط.
تأتي هذه التهم وسط وجود توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، ويعزى ذلك في جزء كبير منه إلى مقتل خاشقجي، الصحفي بالواشنطن بوست والمقيم في أمريكا، حيث اختفى في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، وهي الجريمة التي على الرغم من قيام ترامب باستنكارها إلا أنه ظل يحتفظ بعلاقة طيبة مع ولي العهد السعودي على الرغم من أن تحقيقات وكالة المخابرات المركزية كشفت أنه من المرجح أن يكون بن سلمان ورائها (وهي الاتهامات التي لا يزال بن سلمان ينكرها).
الآن وبعد مرور أكثر من سنة على مقتل خاشقجي، ينادي الكثير من المسؤولين ونواب البرلمان في أمريكا إلى إعادة تقييم العلاقة المزعجة بين واشنطن والرياض، والتي من المحتمل أن تزداد تلك العلاقات تعقيداً وازعاجاً بعد الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لاستغلال تويتر.
من المرجح أن يثير هذا المخطط المزيد من المخاوف بشأن أمن شركات التواصل الاجتماعي الأمريكية ودورها في الشؤون العالمية، حيث يتعين على Twitter و Facebook و باقي الشركات المشابهة الإجابة عن كيفية تعاملهم مع بيانات المستخدم ودورهم في حملات التضليل الأجنبية من دول مثل روسيا.
إن فكرة الجواسيس الذين يتسللون إلى هذه الشركات والوصول إلى الآلاف من المعلومات الشخصية للمستخدمين لصالح أنظمة قمعية ستؤدي إلى تفاقم هذه المخاوف، ومع ذلك، أكد أحد المسؤولين في تويتر لصحيفة واشنطن بوست إن الشركة تعمل لضمان سلامة مستخدميها، حيث قال المتحدث “إننا نتفهم المخاطر المذهلة التي يواجهها الكثيرون الذين يستخدمون موقع Twitter لمشاركة وجهات نظرهم مع العالم ومحاسبة من هم في السلطة”، وأضاف “لدينا أدوات لحماية خصوصيتهم وتمكينهم من ممارسة حقهم في نشر ما يريدون”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا