أصدرت محكمة بريطانية عليا قراراً يقضي بعد حصانة المملكة العربية السعودية أمام قضية التجسس المرفوعة من قبل المواطن السعودي غانم مصارير الدوسري.
بيد أن السعودية كانت تستند لقانون حصانة الدول عام 1978، لكن الحكم القضائي جاء بشكل معاكس لآمال السلطات السعودية، التي اعتمدت على القانون من أجل مراقبة المعارضين، ومن ثم الإيقاع بهم من خلال التجسس على هواتفهم الشخصية.
وكان الدوسري أحد الضحايا الذين وقعوا فريسة للسلطات من خلال برنامج التجسس “بيغاسوس”، حيث تلقى بلاغاً من مركز يدعى سيتيزن لاب يفيد باختراق هاتفه المحمول، من خلال أحد الأجهزة في داخل المملكة.. فكيف سخرت السعودية برنامج بيغاسوس الإسرائيلي للإيقاع بالمعارضين، وما دلالة الحكم القضائي الصادر ضدها؟!.
بيغاسوس
لفت تقرير صدر عن موقع “ميدل إيست آي” إلى قضية التجسس التي تعرض لها المعارضين السعوديين في بريطانيا، حيث استخدمت السلطات برنامج بيغاسوس الإسرائيلي من أجل اختراق هواتف المعارضين المحمولة.
كما أكد الموقع على أن عدد الهواتف المتضررة من البرنامج في القارة الأوروبية تجاوز 50000 ألف هاتف، كان من بينهم هاتف المعارض السعودي غانم الدوسري المعروف لدى جمهوره على موقع يوتيوب بغانم شو.
بيد أن الدوسري قد أسس تلك القناة من أجل انتقاد الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وقد تمتع بمشاهدات وصلت إلى 300 مليون شخص في بعض الأحيان.
لكن الدوسري تواصل مع سيتزن لاب الذي أكد أن هاتفه تم اختراقه من قبل خادم إنترنت سعودي، ثم تعرض بعدها مباشرة لأحداث هددت حياته بشكل مباشر، فقد قام مجهولون بضربه وهو يسير قرب متجر هارودز في ناتسبريج وسط لندن، بعد مقتل خاشقجي بوقت قصير.
بعدها بفترة تعرض الدوسري للتهديد وشعر بالخوف على حياته ما دعاه لإيقاف العمل على قناة في يوتيوب، والتي تم إغلاقها مرتين بطلب من هيئة الإذاعة السعودية، ثم تلقى بعدها مكالمات تهدده بالقتل وأنه سوف يتعرض لمصير الصحفي خاشقجي.
حكم قضائي
لجأ الدوسري إلى القضاء البريطاني، لكن مكتب المحاماة الذي يمثل غانم وجد عائقاً في القضية ألا وهو قانون حصانة الدول 1978 والذي تم تمريره قبل ظهور بيغاسوس، وقد تمسكت المملكة بهذا القانون إلى الرمق الأخير حتى جاء الحكم القضائي.
بيد أن القاضي جوليان نولز قضى باستثناء السعودية، لأنها تعمدت إسقاط ضرر شخصي على أحد المقيمين في المملكة المتحدة، ولا يمكن غض الطرف عن مدى الإيذاء النفسي الذي تعرض له غانم الدوسري، وبالتالي بهذا الحكم هو يستطيع مقاضاة دولته دون حصانة.
وقع الحكم القضائي خطير على النظام السعودي، بيد أنه اختلف عما قبله، لأنه سوف يفتح الباب أمام آلاف المعارضين الذين تضرروا جراء برنامج التجسس بيغاسوس سواء من السعودية، أو غيرها من الدول كالإمارات والبحرين.
كما أن الحكم أعاد الثقة بشكل كبير في القضاء البريطاني، الذي اتهمه البعض بالتباطؤ تارة والتواطؤ تارة أخرى.
الخلاصة أن الحكم القضائي له دلالة كبيرة، وسوف يفتح الباب أمام معارضين آخرين غير الدوسري، وربما من غير السعوديين لمقاضاة الدول التي تتجسس عليهم.
اقرأ أيضاً : أزمة بطالة.. كيف دفع الفقر نساء السعودية للعمل في قطاعات شاقة؟!
اضف تعليقا