يحاول محمد بن زايد الرئيس الإماراتي الانتقام من نشطاء الرأي والمعارضين في البلاد كونه يعتبر النقد في نظامه المستبد خيانة فيحاول شيطنة المعارضة للتنكيل بهم وإنزال بهم أشد العقوبة.

قبل أكثر من عقد من الزمان اجتمع نخبة من مفكري الإمارات واصدروا وثيقة إصلاحية قدموها بشكل علني إلى قيادة البلاد يقر ببعض الإصلاحات الخاصة بالبرلمان والدستور.

فما كان من سلطات محمد بن زايد إلا أن اعتقلتهم ونكلت بهم في السجون لمدة تزيد عن عشر سنوات فيما يعرف بقضية إمارات 94 التي ضمت نخبة المفكرين والأكاديميين في البلاد.

وبعد انتهاء محكومياتهم قرر بن زايد تكرار الفعلة مرة أخرى في القضية المعروفة إعلامياً إمارات 84 ولكن بقمع أشد وتنكيل أكبر بيد أنه يسعى إلى إنزال عقوبة الإعدام على المعتقلين في محاكمات هزلية دحضها المعتقلين أنفسهم.

مخالفة القوانين 

دحض المحامي الدكتور محمد الركن المحاكمة بإثارته لمسألة عدم جواز محاكمة المتهمين في القضية باللوائح التنفيذية لقانون مكافحة الجرائم الإرهابية لعام 2014، معتبراً ذلك انتهاكًا للقانون نفسه.

وأشار الركن إلى أن “الإمارات 84” سبق الفصل فيها، إذ أن اللجنة التي تقوم عليها القضية الحالية مذكورة في القضية السابقة (الإمارات 94)، وقد تم عرضها على النيابة والمحكمة الاتحادية العليا قبل عشر سنوات، والحديث عن إخفاء الأدلة كل هذه المدة، فيه طعن في مؤسسات الدولة.

كما استغرب الركن كيف أن أحد شهود النيابة العامة الذي اعترف وأقر بعضوية ورئاسة اللجنة تم إخراجه من اللجنة والقضية، في حين تم اتهام البقية، وهو ما يدل على تلاعب السلطات.

تلاعب مؤسسات الدولة 

المعتقل عبدالسلام درويش كشف أن المحقق الذي حقق معه في القضية أخبرهم بأنها محسومة سلفاً وسيتم إدانتهم في جميع الأحوال حتى يتم تبرير احتجاز المعتقلين في قضية “الإمارات 94” لأكثر من سنتين رغم انتهاء محكومياتهم.

فيما أشار الدكتور محمد المنصوري، أن النيابة حرّفت أقواله، وقال: أنا كنت مستشار حاكم رأس الخيمة ولا أحتاج أن أقوم بتأسيس جماعة أو لجنة أو مظاهرات حتى أقوم بالتغيير في المجتمع.

ونفى المنصوري صحة التسجيل الصوتي المنسوب له، وأن الكلام الوارد في التسجيل والتحريض على المظاهرات ليس كلامه، بل هو صوت عميل أمن الدولة خليل صقر، وهو ما تم إثباته في ملف القضية الأولى.

الخلاصة أن المعتقلين دحضوا إدعاءات المحاكمة الهزلية التي أقامها محمد بن زايد ونظامه من أجل التنكيل بهم والانتقام منهم كون الرئيس المستبد لا يقبل بوجود نخبة من المفكرين على أرضه.

اقرأ أيضًا : الذهب والمعادن الثمينة.. كيف تسطو الإمارات على ثروات السودان؟