موجات غضب عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صوراً -لم تنشر من قبل- لعدد كبير من مسؤولين ودعاة دينيين مسلمين عرب وهم يستمعون إلى خاطرة وموعظة من حاخام يهودي داخل أحد مساجد العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

أحد الحضور، وهو السياسي الأردني محمد نوح القضاة دافع عن الحدث -الذي حضره شخصياً- قائلاً إنه كان ضمن إحياء أمسية “يوم زايد للعمل الإنساني” في رمضان الماضي داخل مسجد الشيخ زايد.

وكان عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قد نشروا صوراً لمحمد نوح القضاة وآخرين وهم يستمعون بسعادة إلى “درس ديني” داخل مسجد الشيخ زايد يلقيه الحاخام اليهودي المثير للجدل إيلي عبادي ـ أمريكي من أصل لبناني – له العديد من التصريحات المستفزة حيث أكد في أكثر من مناسبة أنه يسعى لإقامة أول حي يهودي في الإمارات كخطوة لتعزيز صفقات التطبيع التي يشيد بها.

ويصادف “يوم زايد للعمل الإنساني” الـ19 من رمضان من كل عام، وهو ذكرى وفاة الشيخ زايد، وتم إحيائها هذا العام داخل مسجد الشيخ زايد بحضور عدد من الشخصيات الدينية والسياسية من مختلف الدول العربية، ولم تقتصر على رجال الدين الإسلامي وحسب، بل حضر رجال دين مسيحيين ويهود.

وسائل الإعلام الإماراتية غطت الحدث حينها لكنها تجنبت الإشارة إلى حضور رجال دين يهود، واكتفت بنقل بعض التصريحات عن الدعاة الإسلاميين والقس بيشوي فخري راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس في أبو ظبي.

من جانبه، لم يخجل السياسي الأردني محمد نوح القضاة – البرلماني السابق، ووزير الأوقاف السابق- من الاعتراف بحضوره هذه الأمسية، قائلاً إن “الأمر ليس سراً”، وهذا الحفل هو جزء من ” دور دولة الامارات العربية المتحدة في مد جسور التعاون واشاعة ثقافة التسامح بما يعود بالنفع على الناس جميعاً”.

ودافع القضاة باستماتة عن هذا الحدث مؤكداً أنه لم يشهد “يخالف عقائدنا أو قيمنا أو ثوابتنا أو يُفرّق صفنا أو يُسيء لا قدر الله لأهلنا المرابطين الصامدين”، في تناقض صارخ لما يحدث على أرض الواقع من انتهاكات بالجملة تتم ضد الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى.

الحفل تم في وقت كان المرابطون فيه يعانون من رصاص واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وفي الوقت الذي سُمح فيه لحاخام يهودي بإلقاء خاطرة في مسجد عربي، كان الحاخامات اليهود المتطرفين في القدس يشجعون المستوطنين على تدنيس المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المسلمين أثناء الصلاة والاعتكاف، بل كان يتم حرمان الكثيرين من الدخول للمسجد من الأساس.