العدسة – ياسين وجدي:
لم يكن الاقتراح الذي مرره ولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد ” لمسئول أمريكي بارز باغتيال قيادات الصف الأول في حركة طالبان يغرد بعيدا عن منهجية “بن زايد” ، بل كان يعزز دوره في المواجهة الدائمة بالمرتزقة.
“العدسة” يرصد محطات مرتزقة “بن زايد” والتي برزت في اليمن وليبيا والصومال ومصر، والتي دفعت به إلى أتون لا يتوقف من الملاحقة الدولية وصل إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية في انتظار التفعيل.
زعماء طالبان
انضم زعماء حركة طالبان الأفغانية إلى قائمة المستهدفين لدى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد عبر مرتزقته، وهو ما كشفه الخميس 21 مارس الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هرست عبر موقع “ميدل إيست آي” .
وبحسب “هرست” فإن ابن زايد قدم العرض أثناء زيارة مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى الإمارات في 12 يناير الماضي ، وتضمن تنظيم برنامج اغتيالات سري يستهدف كبار القيادات في طالبان واستئجار مرتزقة لقتلهم ، بهدف إضعاف الموقف التفاوضي للمجموعة.
” محمد بن زايد ” اقترح بحسب الموقع البريطاني اسم شركة “بلاكووتر” بالتحديد لشن حملة الاغتيالات ، وهي الشركة الأمنية التي أسسها إريك برينس، واستأجرتها وكالة المخابرات الأمريكية (السي آي إيه) في عام 2004 للقيام بعمليات سرية تشمل تحديد مواقع نشطاء القاعدة وتصفيتهم واكتسبت سمعة سيئة بسبب نشاطاتها في العدوان على العراق في 2003 ، وبعد تنصل الولايات المتحدة منها استقرت فيما بعد في أبوظبي وكلفها “محمد بن زايد” ببناء جيش من المرتزقة .
مرتزقة أجانب باليمن
الحديث عن مرتزقة “بن زايد” متصل ، ويظهر بشكل متكرر في اليمن التي دفعت الكثير منذ الحملة السعودية الإماراتية عليها تحت غطاء الدفاع عن الشرعية ومواجهة الانقلاب.
وبحسب المعلومات الموثقة فإن الإمارات أرسلت مرتزقة أجانب للقتال كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات داخل اليمن، ونفذوا برنامج اغتيالات استهدف زعماء حزب التجمع اليمني للإصلاح ، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين الذي أعلن بدوره مؤخرا أن تسعة من قياداته ارتقوا منذ عام 2015 وسط اتهامات من منصاته ودوائره للإمارات.
وتخطى الأمر التوثيق إلى المقاضاة ، حيث أعلن مكتب محاماة فرنسي الخميس 21 مارس الجاري تقديم شكوى قضائية لدى المحكمة العليا في فرنسا، ضد مرتزقة فرنسيين قال إن الإمارات تستخدمهم لاغتيال شخصيات سياسية ودينية في اليمن.
ووفقا لما أوردته مجلة “لكسبريس” الفرنسية فقد كشفت الشكوى عن أن المرتزقة الفرنسيين من قدامى الجيش الذين يعملون حاليا لصالح شركة أمريكية خاصة؛ واتهمتهم بارتكاب جرائم حرب ضمن النزاع اليمني ، وهو الأمر الذي رفعه نفس المكتب منذ عام 2017 في شكوى أخرى لدى المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد موقع “بازفيد” الأمريكي في أكتوبر الماضي أن القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية “محمد دحلان” شريكا في تلك الجرائم ، حيث استخدمه ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” كوسيط لإنشاء خلية المرتزقة ، وتحدث إبراهام غولان، وهو مقاول أمني يحمل جنسية “إسرائيلية” مجرية مزدوجة، عن تفاصيل برنامج الاغتيالات، لصالح الإمارات في اليمن.
وأوضح موقع “اليمن نت” أن مئات من المرتزقة الذين يقاتلون مع أبوظبي تم تجنيدهم ضمن وحدة خاصة في الحرس الرئاسي الذي يتبع محمد بن زايد مباشرة ويديره جنرال استرالي ، ومهمة هؤلاء الذين أغلبهم من أمريكا اللاتينية هي القيام بعمليات نوعية وهجمات إما على المقاومة الشعبية أو تنفيذ مداهمات واعتقالات لقيادات المقاومة وبعضهم يقوم بمهمة تدريب القوات العسكرية التابعة لأبوظبي.
بلطجية بمصر
وفي مصر تثبت تقارير موثقة عديدة دور مرتزقة “بن زايد” الذي اتخذوهم هذه المرة من جيش البلطجية كما يطلقوا عليهم في مصر لمواجهة فعاليات ثورة 25 يناير 2011 وما بعدها وصولا إلى اعتصامات رفض الانقلاب ودعم الشرعية في مصر في العام 2013.
وكشفت محكمة مصرية مؤخرا اللثام عن تقرير “سري للغاية” ضمن قضية محاكمة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في الواقعة المعروفة باسم (اقتحام الحدود الشرقية والتخابر مع حركة حماس)، يدين الإمارات بتمويل أعمال تخريب في مصر خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011، فضلاً عن قيامها عبر سفارتها في القاهرة، بإدارة العديد من وقائع التخريب، وإمداد مجموعات وتنظيمات من البلطجية بالأسلحة والأموال ، وهي الأمور المثبتة بمحاضر شرطية رسمية.
وكشفت الوثائق التي استعرضتها المحكمة تورط الإمارات في تمويل عصابات تخريبية بعهد “مرسي”، ومن ضمن الوثائق وقائع المحضر رقم 609 لسنة 2013 إداري قصر النيل، الذي يشير إلى أنه في 30 يناير 2013، حرر قسم قصر النيل محضرا أثبت فيه مُحرره “قيام تشكيلات عصابية بتنفيذ مشاريع إجرامية ممنهجة غرضها إحداث الفوضى والتعدي على قوات الشرطة” موالية للإمارات عبر سفارتها.
وبحسب موقع حزب الحرية والعدالة المصري فإن “أحد أهم قادة جيش الإمارات هو شخص يدعى “صبري حلمي حنا نخنوخ”، الذي خرج من محبسه بعفو قبل فترة ” موضحا أن “نخنوخ” أحد أدوات اللعبة التي استخدمتها الإمارات وقادة الانقلاب في مواجهة الثورة والرئيس مرسي، كما قدر أعداد البلطجية التي استخدمت في المواجهات ضد الثوار والمعتصمين بما يقرب من 300 ألف بلطجي.
في ليبيا كذلك
وكشفت مجلة “إنتليجنس أونلاين” المتخصصة في متابعة أجهزة الاستخبارات بالعالم في نوفمبر 2017 أن شركة بلاك ووتر وفرت طيارين مرتزقة لصالح عمليات إماراتية خاصة في ليبيا انطلاقا من قاعدة سرية إماراتية في ليبيا.
وراج على نطاق واسع في هذا الفترة نص الإتفاقية السرية التي وقعتها دولة الإمارات مع كولومبيا لجلب مئات المرتزقة الكولمبيين للقتال في صفوفها بعد تورط أبوظبي في تدخلات إقليمية في العديد من الدول أهمها ليبيا .
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في عام 2012 أن “بن زايد” لجأ للمرتزقة كذلك في الصومال.
وأوضحت أنه استخدام شركة بلاك ووتر كذلك عبر العشرات من المرتزقة في جنوب إفريقيا للسيطرة على الساحل الصومالي.
جيش بلاك ووتر
وتشير تقارير أمنية وإعلامية غربية إلى أن شركة “بلاك ووتر” أصبحت منذ سنوات شريكا أساسيا للإمارات – داخليا وخارجيا، وأن هذا التعاون تعزز خلال سنوات الربيع العربي، جراء خوف أبو ظبي من انتقال عدواه إليها، ثم برز خاصة في حرب اليمن.
وفي نوفمبر 2015 كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن إرسال الإمارات -عن طريق تلك الشركة – 450 مرتزقا من أميركا اللاتينية (بنما والسلفادور وتشيلي وكولومبيا) قبل أن يزداد العدد لاحقا إلى أكثر من 1500
وكشفت صحيفة تايمز البريطانية في تقرير حديث لها عن استئجار أبو ظبي مئات المرتزقة من كولومبيا كجزء من جيش خاص وفرته “بلاك ووتر” موضحة أن “بلاك ووتر” حصلت عام 2010 -قبل حرب اليمن بخمس سنوات- على عقد من أبو ظبي بقيمة خمسمئة مليون دولار تتولى بمقتضاه حماية أنابيب النفط والأبراج المهمة، وتوفير الدعم اللوجستي للجيش الإماراتي واحتواء الاحتجاجات الداخلية.
اضف تعليقا