في خطوة تعكس مدى تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة، أطلق مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لوقف تهديدات الاحتلال الإسرائيلي. 

تأتي هذه التهديدات في وقت حساس للغاية، حيث يواجه المستشفى، الذي يعتبر واحداً من المراكز الطبية الحيوية شمال غزة، احتمال الإخلاء القسري. 

وذكر الدكتور أبو صفية في رسالة مسجلة من داخل قسم العناية المركزة أن عددًا كبيرًا من الأطفال المصابين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي، وأن إخلاء المستشفى تحت هذه الظروف قد يعادل عملياً حكمًا بالإعدام على هؤلاء المرضى الصغار.

إضافة إلى ذلك، أكد أبو صفية أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وهي مسألة باتت تشكل تهديداً خطيراً لاستمرارية العمل داخل المستشفى. وقد أثار هذا الوضع قلقاً دولياً واسعاً، إذ أن القطاع الصحي في غزة يرزح تحت ضغوطات هائلة نتيجة الحصار المستمر والعمليات العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة.

يأتي التهديد بإخلاء مستشفى كمال عدوان في إطار تصعيد عسكري إسرائيلي جديد يستهدف مناطق متعددة شمال القطاع. بالإضافة إلى المستشفى، طلب جيش الاحتلال إخلاء مستشفيين آخرين، مهدداً بتدمير المنشآت الصحية في حال عدم الامتثال. هذه التطورات تأتي في وقت يعاني فيه القطاع الصحي في غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات.

وفي تصريحاته الأخيرة، أكد الدكتور أبو صفية أن مستشفى كمال عدوان يخدم منطقة واسعة تضم مئات الآلاف من السكان، وبالتالي فإن إخلاءه سيترك فراغاً صحياً خطيراً في شمال غزة، حيث يعتمد المرضى على هذا المستشفى للحصول على الرعاية الطبية الأساسية.

أمام هذا الوضع الكارثي، ناشدت وزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي، وخاصة منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للتدخل العاجل من أجل حماية المستشفيات والعاملين فيها. 

كما طالبت بضرورة إدانة الممارسات الإسرائيلية التي تهدد حق الفلسطينيين في الحصول على الرعاية الصحية. وفي ضوء استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية، أصبح الوضع الصحي في غزة على حافة الانهيار، ما ينذر بتداعيات كارثية على حياة السكان المدنيين، خاصة الأطفال والمرضى.

اقرأ أيضًا : اشتباكات طوباس.. ومقاومو جنين ينفذون كميناً ضد الاحتلال