أثار المسلسل المصري “النهاية” جدلا واسعا بعد أيام قليلة من عرضه، ليس فقط لكونه المسلسل الوحيد الذي يأتي في إطار الخيال العلمي، لكن لأن أحداثه تدور بشكل كامل في المستقبل، حيث يتنبأ بتوحد الدول العربية، وانهيار الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب مع العرب.

وفي المسلسل ظهر أطفال أثناء تلقي دروس عن حرب تحرير القدس، حيث يقول بطل المسلسل يوسف الشريف إنه عندما حان الوقت للدول العربية للقضاء على عدوها اللدود، اندلعت الحرب وسميت حرب تحرير القدس، مضيفا أن الحرب انتهت سريعا ودمرت (إسرائيل) قبل مرور 100 عام على تأسيسها.

المسلسل من إنتاج شركة “سينرجي” المملوكة لشركة “إعلام المصريين” ذات العلاقة الوثيقة بأجهزة المخابرات المصرية، لكن التعرض لزوال إسرائيل كان لافتا وتسبب في موجة جدل كبيرة شعبية ورسمية أيضا.

خطف يوسف الشريف من مجهولين في الحلقة الثانية من مسلسل "النهاية ...

غضب إسرائيلي

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية مسلسل “النهاية”، وأصدرت بياناً رسمياً أبدت فيه غضبها الشديد من المسلسل، الذي قالت عنه أنه “مؤسف وغير مقبول على الإطلاق، خاصة بين الدول التي أبرمت اتفاقية سلام بينها منذ 41 عاما”.

أما الصحافة الإسرائيلية فقد هاجمت محتوى المسلسل بعنف ليس فقط بسبب تنبؤه بتدمير إسرائيل، ولكن بسبب المعلومات التي وردت فيه، حيث جاء في المسلسل على لسان المدرس العربي أن العرب اتحدوا سوياً وقرروا التخلص من عدوهم اللدود، الولايات المتحدة، الداعم الأكبر للصهيونية، وقاموا بهزيمتها وعليه تم تدمير إسرائيل وهروب معظم السكان اليهود إلى بلدانهم الأصلية في أوروبا، وهي المعلومة التي قالت عنها الصحافة الإسرائيلية إنها غير صحيحة وزعمت أن نصف سكان إسرائيل من أصول شرقية، وهم الذين لم يوضح المسلسل مصيرهم.

كما عبرت الخارجية الإسرائيلية عن استغرابها من سماح الحكومة المصرية بعرض المسلسل، على الرغم من الجهود المشتركة والعلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين، حيث تم انتاج هذا المسلسل من قبل شركة “سينرجي” التي لها روابط قوية مع حكومة عبد الفتاح السيسي، وعلاقات وثيقة بجهاز المخابرات.

الصحف الإسرائيلية أفردت مساحات خبرية لإبراز التعاون المشترك بين مصر وإسرائيل، والممتد منذ 1979، حيث قالت ان البلدين عملتا بشكل وثيق في القضايا الأمنية وخاصة بالقرب من حدودهما المشتركة في شبه جزيرة سيناء، وفي السنوات الأخيرة، أشاد المسؤولون الإسرائيليون علنا ​​بالتعاون الأمني ​​مع حكومة السيسي، الذي عندما سُئل في مقابلة عام 2018 عما إذا كان تعاون مصر مع إسرائيل هو الأقرب على الإطلاق، أجاب: “هذا صحيح. … لدينا مجموعة واسعة من التعاون مع الإسرائيليين”.

رد مصري

من ناحية أخرى، أجرت وكالة أسوشيتد برس، مقابلة صحفية مع كاتب المسلسل “عمرو سمير عاطف”، ولذي قال إن “تدمير إسرائيل مستقبل محتمل في غياب سلام حقيقي واستقرار حقيقي في المنطقة … يجب أن يقوم السلام على العدل”.

وعبر صفحته الشخصية على فيسبوك، توقع عاطف أن يتعرض مسلسله للهجوم من قبل من أسماهم “القطعان”، وطلب من متابعيه الدفاع عنه أمام هذه الحملة.

أما النائب البرلماني عضو لجنة الدفاع والأمن القومي اللواء “تامر الشهاوي” فقد استنكر بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن المسلسل، وقال: “في الفن لا مجال للانتقاد فحرية الإبداع لا يمكن أن تكون داخل أطر تضعونها أنتم وعليكم أن تتقبلوا الأفكار والطروحات المختلفة”.

وأضاف: “أنتم تقدمون أنفسكم للعالم على أنكم تقبلون التنوع وهو ما لم يراه العالم فى كل مواقفكم.. اعتراضكم غير مقبول”.

شعبيا، احتفى مغردون مصريون بالمسلسلو ورأوا أنه يعبر عن حقيقة شعورهم تجاه القضية الفلسطينية، رغم تنامي العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ وصول الرئيس “عبدالفتاح السيسي” لحكم البلاد.

ليست المرة الأولى

وحول عواقب ذلك الأمر، نوهت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن موقف مشابه حدث بين إسرائيل وتركيا، أدى إلى توتر العلاقات فيما بعد، حيث قامت تركيا عام 2010 بنشر مسلسل تليفزيون تركي يصور عملاء الموساد الذين يختطفون الأطفال.

وهو ما رد عليه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك “داني أيالون ” باستدعاء السفير التركي لدى إسرائيل لتسجيل شكوى ضد المسلسل، كما قام بالتغريد كاتباً “هذا وضع لا يطاق ويعرض المجتمع اليهودي والمبعوثين الإسرائيليين والسياح القادمين إلى تركيا للخطر”.

كان يمكن أن يمر الأمر بهدوء، إلا أن الأمور ازدادت تعقيداً بسبب طريقة استقبال أيالون للسفير التركي أحمد أوجوز شيليكول، حيث تعمد أيالون أن يكن كرسي شيليكول أسفل من كرسيه، وهو ما فُسر على أنه محاولة للحط منه، ليتحول الحادث إلى خلاف دبلوماسي مستمر بين تل أبيب وأنقرة

.

اقرأ أيضاً :  الغارديان: رمضان في الحظر ليس سيئا .. هناك إيجابيات أيضا