في صورة محزنة مؤسفة، يمكنك أن تراها إذا مررت من أمام طرة، سيدة عجوزة في أواخر العمر وقد ارتمت على جانب الطريق من شدة التعب، أثناء انتظارها قرار السجان بالسماح لها لرؤية ابنها المسجون ولو لدقائق معدودة.

الدكتورة ليلى سويف الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة، والدة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، والتي تنتظر كثيرًا أثناء ساعات الصيام الطويلة شديدة الحر بالقاهرة، أمام باب السجن، دون أي نتيجة تذكر أو جدوى لطلبها برؤية ابنها، أو حتى احترامًا لسنها ومقامها كأستاذة جامعية.

محبتك لا تاتى من فراغ…Prof. dr. Laila Soueifاستاذ الرياضيات بكلية العلوم و الناشطة والحقوقية … نايمة على الارض …

Publiée par Lobna Alkhwaga sur Jeudi 14 mai 2020

وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للدكتورة ليلى الأستاذ الجامعية، وهي نائمة أمام سجن طرة، حيث أثارت الصورة المؤلمة غضب العديد من النشطاء الذين أبدوا استياءهم من معاملة السلطات المصرية والتي لا تليق بأستاذة جامعية مرموقة.

 

 

في الوقت الذي لم تسلَم فيه الدكتورة ليلى من محاولات التنكيل بها، بسبب صمودها في وجه النظام ودفاعها عن نجلها وأسرتها بالكامل، وتمثلت آخر تلك المحاولات في بلاغ تقدم به محامي البلاغات الكيدية الشهير سمير صبري، في إبريل/نيسان الماضي، للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا، ضد ليلى سويف، يطالب فيه بتقديمها لمحاكمة جنائية عاجلة.

حيث تضمّن البلاغ أنه “في الوقت الذي أصبحت فيه مصر محط أنظار العالم ومحل إشادة المؤسسات الرسمية العالمية والدولية وشعوب عديدة تتطلع إلى التجربة المصرية (..) خرجت علينا ليلى سويف، والدة السجين علاء عبد الفتاح، لتقول إن السجون لا تحسن معاملة نزلائها ولا ترعاهم، وهو كلام عار تماماً عن الصحة”.

وزعم البلاغ أن “كل أبناء الوطن يتابعون اهتمام الدولة بهذه الفئة القابعة خلف الأسوار، وتقدم لهم جميع أوجه الرعاية (..) طبعًا سويف حصلت على مقابل هذا الكلام من جماعة الإخوان الإرهابية، لأن ما أقدمت عليه يدعم مطالبهم التي لا تتوقف بالإفراج عن أعضاء الجماعة السجناء أو المحبوسين على ذمة القضايا في الأعمال الإجرامية والإرهابية التي ارتكبوها في حق مصر والمصريين”.

ودخل علاء عبد الفتاح في إضرابه عن الطعام، في 12 إبريل الماضي، اعتراضًا على منع الزيارة عنه لمدة شهر.

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على علاء عبد الفتاح في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، عقب انتهائه من فترة المراقبة، ليظهر في اليوم التالي بنيابة أمن الدولة على ذمة القضية 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة.

وتضم القضية رقم 1356 لسنة 2019 إلى جانب عبد الفتاح، كلا من المحامي الحقوقي محمد الباقر، والمدون محمد أكسجين، وما زال يتم التجديد لهم.

اقرأ أيضاً: لوموند الفرنسية: مصر صماء على دعوات الإفراج عن المعتقلين السياسيين