المصائب لا تأتي فرادى على المؤسسات المالية الإماراتية، حيث تعرضت البنوك الإماراتية لصدمة شديدة من جديد، عقب صدمتها الأولى على يد رجل الأعمال الهندي “آر بي شيتي” مالك شركة “إن إم سي هيلث”، والتي تعرضت لها قبل أسابيع قليلة، وذلك حسب ما كشفت عنه وكالة “رويترز”.

وتواجه البنوك الإماراتية خطرًا جديدًا من انكشافها على ديون الشركات المتعثرة بعد أزمة شركة “إن إم سي هيلث” الإماراتية، وذلك بعد أن أظهرت تعرضا كبيرا للبنوك المحلية لديون الشركة المتعثرة.

وتم الكشف مسبقًا عن تعرض شركة “فينيكس كوموديتيز بي.في.تي” المتخصصة في تجارة المنتجات الزراعية ولديها مكاتب في دبي وسنغافورة، للتصفية بعد تكبدها خسائر بأكثر من 400 مليون دولار.

غير أن المصيبة الإماراتية تكشفت بعد أن اتضح أن لشركة “فينيكس” تسهيلات بنكية من بنوك إماراتية وبنوك أخرى بنحو 1.6 مليار دولار.

كل هذا جاء بعد الكشف عن وثيقة “رويترز” والتي أكدت أن “فينيكس كوموديتيز بي.في.تي” والتي مقرها مركز دبي للسلع المتعددة تخضع للتصفية بعد أن راكمت خسائر تداول محتملة بأكثر من 400 مليون دولار.

وقد تم إعداد الوثيقة من قبل “مصفون” أفادت أن “فينيكس كوموديتيز” المتخصصة في تجارة المنتجات الزراعية وبالأخص الأرز، بالإضافة للفحم والمعادن، تخضع للتصفية، بعد أن تراكمت خسائر محتملة لتداول بالمشتقات بأكثر من 400 مليون دولار.

وأشارت الوثيقة التي أعدها مسؤولون عن التصفية، إلى أن الشركة ألقت باللوم في الالتزامات على تقلب العملة الناجم عن ظهور فيروس كورونا، ما أثر في مشتقات مرتبطة بالدولار وعملات أخرى.

وبدأت الأزمة بعد استيلاء “شيتي”، مالك ومؤسس مجموعة “إن إم سي هيلث” على 6.6 مليارات دولار، والعودة لبلاده الهند منذ نحو شهرين، ما أثار حالة من الجدل في القطاع المصرفي الإماراتي حول تعامل الدولة وتسهيلات البنوك مع الملياردير الهندي، ومقارنة ذلك مع ما يجري مع المواطنين ممن تعطلت مصالحهم بسبب تداعيات انتشار جائحة كورونا.

ونمت شركة “فينيكس” التي تأسست قبل 20 عاما إلى شركة تدر ثلاثة مليارات دولار إيرادات في 2019 وتتاجر في الحبوب والفحم والمعادن ومنتجات أخرى لكنها انهارت حين تسبب فيروس كورونا في اضطراب الأسواق المالية.

وتقول الوثيقة التي أعدها مسؤولون عن التصفية، إن فينيكس تلقي باللوم في الالتزامات على تقلب العملة الناجم عن ظهور فيروس كورونا، مما أثر على مشتقات مرتبطة بالدولار الأمريكي وعملات أخرى.

وجرى تعيين مسؤولين تنفيذيين من شركتي إعادة الهيكلة كوانتوما إل.إل.بي وكيه.آر.واي.إس غلوبال، كمسؤولين مشتركين عن التصفية، وجرى إرسال إخطار إلى دائني الشركة في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان بحسب الوثيقة. وامتنع المسؤولون عن التعقيب.

ويقع مقر الشركة القابضة في الجزر العذراء البريطانية حيث تتم عملية التصفية. وتظهر الوثيقة أنه جرى إرسال إخطار إلى الدائنين بعقد اجتماع مع المصفين يوم الجمعة الماضي.

وتكشف الوثيقة أنه قبل تعيين المصفين، كان لدى المجموعة تسهيلات بنكية متاحة بنحو 1.6 مليار دولار مع عدد من البنوك التي مقرها سنغافورة وبريطانيا ودبي.

ولم تفصح الوثيقة عن أسماء الدائنين، لكن مصادر مطلعة قالت إن ستاندرد تشارترد من بين البنوك التي قدمت تمويلا إلى المجموعة. وامتنع ستاندرد تشارترد عن التعقيب.

ولم يتسن الوصول إلى المساهم الرئيسي بالشركة جوراف داوان، وهو رئيس مجلس الإدارة التنفيذي أيضا للمجموعة التجارية، والمذكور اسمه في الوثيقة. وقال مصدران إنه غادر دبي في الآونة الأخيرة إلى لندن.

وقالت الوثيقة: “عقب مراجعة سريعة للسجلات المالية وتلك الخاصة بالشركة المتاحة تخلص كوانتوما إلى أن الشركة واجهت التزامات ملموسة تزيد عن 400 مليون دولار نتيجة تراكم خسائر تكبدها قسم تداول المشتقات المالية في “فينيكس جلوبال دي.إم.سي.سي”.

وفينيكس جلوبال دي.إم.سي.سي هي ذراع الشركة التي مقرها دبي والتي تقوم بتداول السلع الأولية عبر مركز دبي للسلع المتعددة.

وتقول الوثيقة إن الإدارة العليا في فينيكس نصحت كوانتوما بأنه يتعين عليها أن تجني 450 مليون دولار في حساب الأرباح والخسائر الخاص بالشركة حتى 31 مارس/ آذار 2020 من خسائر التداول.

وتعمل مجموعة فينيكس في أنحاء العالم مع نحو 100 شركة في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية وتوظف ما يزيد عن 2500 موظف.

ونفت ستة بنوك محلية مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية انكشافها على شركة “فينيكس كوموديتيز” المتخصصة في تجارة المنتجات الزراعية.

وبحسب إفصاحات نشرها موقع سوق أبوظبي للأوراق المالية، أفادت مجموعة بنك أبوظبي التجاري بأنه لا يوجد أي انكشاف على هذه الشركة حتى تاريخه، فيما نفى مصرف أبوظبي الإسلامي وجود أي انكشافات على ذات الشركة.

وقال مصرف الشارقة الإسلامي إنه لم يقدم أية تمويلات للشركة ولا يوجد أي انكشاف عليها.

وأكد كل من بنك أم القيوين الوطني ورأس الخيمة الوطني والتجاري الدولي عدم وجود أية تمويلات أو انكشافات على الشركة.

اقرأ أيضاً: فضيحة تهز الإمارات .. ملياردير هندي ينهب 6.6 مليار دولار ويفر هاربا