بعد الانتصارات الكاسحة التي حققتها حكومة الوفاق الليبية عسكريا علي الأرض، وطردها لقوات حفتر من الغرب الليبي وملاحقتهم إلي مدينة سرت وقاعدة الجفرة أبرز معاقله، تثور تساؤلات عدة عن المصير الذي ينتظر الانقلابي المهزوم خليفة حفتر لاسيما مع توارد أنباء عدة تفيد بعدم عودته إلي ليبيا بعد زيارته الأخيرة لمصر، والتي استدعاه فيها السيسي ليطلقوا سويا ما أسموه مبادرة لحل الأزمة.

وتباينت الأنباء حول المكان الذي يتواجد به اللواء الانقلابي خليفة حفتر، والذي تعرض لهزيمة ساحقة، توقف على إثرها هجومه، على العاصمة الليبية طرابلس، وخسر الغرب الليبي.

فنزويلا .. هل تكون ملاذا لحفتر؟

تداولت صحف عالمية أنباء تفيد بلجوء خليفة حفتر إلي فنزويلا حيث يتمتع بعلاقة وثيقة مع رئيسها مادورو، جاء هذا بعدما أعلنت السفارة الفنزويلية في واشنطن يوم الاثنين، إن خليفة حفتر، وصل إلي فنزويلا علي متن الطائرة الخاصة به.

وقال زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، أن حفتر كان في فنزويلا تحت حماية نظام مادور، وتابع أن “التمويل المباشر وغير المباشر من قبل دكتاتورية نيكولاس مادورو للإرهاب الدولي”، واتهم السلطات الفنزويلية بمحاولة زعزعة الاستقرار في بعض الدول.

من جانبه قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر من الممكن أنه فر من ليبيا، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الليبي تقدمه، جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة “Ahaber” التركية، مع الوزير التركي، أكد فيها أن المبادرة المصرية الأخيرة تهدف لكسب الوقت، وتحدثت تقارير عدة عن علاقات مشبوهة تجمع خليفة حفتر بالقيادة الفنزويلية.

ونشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن إحساس المعارضة الفنزويلية بالخطر، على خلفية ورود أنباء تفيد بإجراء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو و خليفة حفتر محادثات سرية في كاراكاس.

وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة تسلط الضوء على العلاقات بين القيادة الفنزويلية وشرق ليبيا، رغم دحض المعارضة لما صرحت به سابقا. كما زعمت بعض المصادر أن حفتر ينقل الوقود إلى الجمهورية البوليفارية.

وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن الدول الغربية وهياكل الأمم المتحدة تحقق في العلاقة بين القوات الانقلابية الموالية لحفتر والقيادة الفنزويلية؛ بسبب مخاوف من إمكانية بحث حفتر عن موارد مالية في أمريكا اللاتينية لمواصلة القتال.

وأوردت الصحيفة أن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية تخالجها بعض الشكوك من أن حفتر ينقل النفط إلى فنزويلا. وحسب “وول ستريت جورنال”، فإن الخبراء لا يدرسون فقط الاتصالات المباشرة بين شرق ليبيا وكاراكاس، وإنما أيضا أنشطة الدول الوسيطة، حيث لقي نشاط إحدى شركات الشحن المتمركزة في الإمارات العربية المتحدة اهتماما كبيرا.

الاستعانة بإسرائيل

وفي خطوة تكشف حالة التأزم التي يعيشها حفتر وداعموه، طالب مسؤول قريب من خليفة حفتر إسرائيل بتقديم الدعم اللازم لهم، حسبما نقلت عنه صحيفة عبرية.

وقال عبد السلام البدري، نائب رئيس مجلس الوزراء فيما يسمى “حكومة الشرق” الموالية لحفتر (غير المعترف بها دوليا ومحليا)، إنهم لم ولن يكونوا “أعداء أبدا” لتل أبيب.

جاء ذلك في حوار هو الأول من نوعه، مع صحيفة “ماكور ريشون” المحسوبة على تيار الصهيونية الدينية في إسرائيل، نشرته مساء الأربعاء.

وقالت الصحيفة، إن البدري المقيم في بنغازي (شرقا) دعا إسرائيل إلى الانضمام إلى “مبادرة سياسية جديدة بمشاركة اليونان وقبرص (الرومية) ومصر ولبنان”.

وأوضحت أن “المبادرة هي التوقيع على اتفاق بحري مشترك، في مواجهة اتفاق (ترسيم) الحدود المائية الذي وقعته تركيا مع الحكومة الليبية في طرابلس”.

وقال البدري للصحيفة: “كنا على مر التاريخ ملجأ لكل أبناء الديانات، لدينا تاريخ طويل من الاتصال مع إسرائيل والجالية اليهودية”، ومضى قائلا: “نريد خارطة جديدة، تأخذ بعين الاعتبار مصالح بلادنا إلى جانب دول المنطقة”، وتابع: “لا يمكن للأتراك، ولا الروس الذين يساعدوننا عسكريا، إدارتنا كدولة وفق تصورهم، بالنسبة لنا الشركات الأمريكية هي التي أسست صناعتنا النفطية، ونحن ندعوها إلى العودة”.

وبعث المسؤول في الحكومة الموالية لحفتر برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا: “لم ولن نكون أبدا أعداء، ونأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي حالت بيننا حتى الآن”.

وأضاف البدري في رسالته لنتنياهو عبر الصحيفة: “ندعم حل الدولتين، في الوقت ذاته لدينا مصلحة مشتركة ونحن وأنتم في الجانب نفسه، سيكون غباء منا تجاهل ذلك”.

تقدم ميداني للوفاق

تأتي هذه التطورات بينما تواصل حكومة الوفاق تقدمها الميداني علي الأرض، حيث أعلنت عملية بركان الغضب، أن الجيش الليبي تمكن من السيطرة على خط إمداد رئيسي لقوات حفتر، جنوب غرب البلاد.

وقال المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، إن الجيش بسط سيطرته على خط إمداد رئيسي بطول 350 كيلومترا يمتد بين مناطق الشويرف ونسمة والقريات ومرسيط.

وأضاف البيان أن هذا الخط استخدمته قوات حفتر كخط إمداد رئيسي لدعم العدوان على طرابلس بالمرتزقة والأسلحة والذخائر والعتاد والوقود.

في سياق ذي صلة، كشف المركز الإعلامي لبركان الغضب عن العثور على مقبرة لثلاثة أشخاص في مقر الإدارة العامة للأمن المركزي ترهونة، مؤكدا أن العمل جاء لانتشال الجثث تمهيدا لنقلها للجهات المختصة والتعرف عليها.

وكبد الجيش الليبي، في الفترة الأخيرة، قوات حفتر خسائر فادحة، وطردها من العاصمة وكافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، كما حرر مدينة ترهونة، ثم مدينة بني وليد (180 كم جنوب شرق طرابلس).

وأعلن الجيش، السبت الماضي، عن إطلاق عملية “دروب النصر”، لتحرير مدن وبلدات شرق ووسط ليبيا، وفي مقدمتها سرت الساحلية والجفرة.

اقرأ أيضاً: بعد هزائمه الأخيرة .. الانقلابي حفتر يلجأ لإسرائيل ويطلب دعمها ضد أبناء ليبيا