شهدت مدينة قيسارية مساء السبت تظاهرة أمام منزل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث طالب المحتجون حكومته بإبرام صفقة تبادل أسرى فورية مع حركة حماس. المظاهرة تزامنت مع احتجاجات واسعة تجددت في مختلف المدن الإسرائيلية، ومنها تل أبيب وحيفا، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لإعادة الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
خلال المظاهرة التي جرت أمام منزل نتنياهو، تدخلت الشرطة الإسرائيلية واعتقلت خمسة متظاهرين. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الاعتقالات جاءت على خلفية الاحتجاجات المتواصلة على سياسة نتنياهو فيما يتعلق بملف الأسرى. منذ أيام، تشهد الأراضي المحتلة موجة من التظاهرات المطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.
المظاهرات أمام منزل نتنياهو تعد جزءًا من حركة احتجاجية أوسع تشهدها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، حيث يطالب المتظاهرون الحكومة باتخاذ خطوات جدية نحو إنهاء حالة الجمود والتوصل إلى صفقة تبادل مع حماس. المتظاهرون الذين يزداد عددهم يومًا بعد يوم، عبّروا عن إحباطهم من موقف الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع ملف الأسرى المحتجزين في غزة.
تزامنت المظاهرات في قيسارية مع احتجاجات واسعة في تل أبيب ومدن أخرى. صحيفة “يديعوت أحرونوت” أشارت إلى أن الآلاف من الإسرائيليين خرجوا إلى الشوارع في عدة مناطق، بينها تل أبيب وحيفا، حيث شهدت هذه المدن تجمهرات كبيرة عند مفترق كركور قرب حيفا. المحتجون رفعوا شعارات تطالب الحكومة بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بشكل عاجل، وحملوا نتنياهو مسؤولية تأخير الصفقة.
منظمو الاحتجاجات أكدوا أن ما يزيد عن نصف مليون متظاهر شاركوا في المظاهرات الأخيرة، في تصعيد واضح للضغوط على حكومة نتنياهو. عائلات المحتجزين في غزة كانوا في مقدمة المظاهرات في تل أبيب، حيث تجمعوا في ساحة “هابيما”، وحملوا توابيت رمزية للتعبير عن غضبهم من الوضع الحالي.
هذه التظاهرات، التي تستمر في التصاعد، تأتي بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل ستة من الأسرى المحتجزين في غزة الأسبوع الماضي، ما أثار موجة من الغضب والإحباط لدى عائلات الأسرى والمحتجين.
ورغم الضغوط الشعبية المتزايدة، تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ما تزال في حالة جمود. هيئة البث الإسرائيلية أوضحت أنه لا توجد أي مؤشرات على التوصل إلى اتفاق قريب، وأن احتمالات إبرام صفقة مع حماس تظل ضعيفة جدًا.
من جانب آخر، تتزايد الضغوط الدولية على نتنياهو للتوصل إلى حل. الأسبوع الماضي، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن استيائه من أداء نتنياهو في المفاوضات، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يبذل الجهود الكافية للتوصل إلى اتفاق. في تصريحاته، حمّل بايدن حركة حماس جزءًا من المسؤولية عن تعثر المفاوضات، لكنه وضع العبء الأكبر على عاتق نتنياهو.
المسؤولون الأمريكيون أكدوا أن مقتل الأسرى الستة في غزة الأسبوع الماضي عزز الحاجة الملحة للتوصل إلى صفقة تبادل، لكن حتى الآن، يبدو أن المحادثات تواجه تحديات كبيرة. ومع استمرار التظاهرات في إسرائيل والضغوط الدولية، يبقى السؤال حول ما إذا كانت حكومة نتنياهو ستتمكن من كسر الجمود والتوصل إلى اتفاق مع حماس في المستقبل القريب.
اقرأ أيضًا : تدهور صحة الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي في السجن وسط موجة تضامن
اضف تعليقا