في ظل تصاعد الأحداث في القدس المحتلة، وتزايد وتيرة العنف الإسرائيلي من الجنود والمستوطنين معاً ضد المقدسيين، من المقرر إصدار فيلم وثائقي من وجهة نظر المعارضة الداخلية الإسرائيلي لسياسات الاحتلال وجرائمه التي تساهم في إشعال الصراع وتدعم خطاب الكراهية الذي يتبناه المستوطنون ضد الفلسطينيين.
الفيلم المقرر عرضه كاملاً يوم الجمعة المقبل، الموافق 14 مايو/أيار 2021، يتناول قصة شابة إسرائيلية تُدعى “أتاليا بن آبا” ترفض الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، حيث بررت ذلك بأنها لا تريد أن تلعب أي دور يساهم في احتلال فلسطين، لتواجه بهذا السجن كعقوبة على رفضها أداء الخدمة العسكرية الإلزامية على كل إسرائيلي يبلغ سن الرشد.
في هذا الفيلم الوثائقي المثير، الذي يتأثر باليسار بصورة واضحة، تتعرض أتاليا لمحاولات عدة من أفراد عائلتها- والدتها ألونا، أختها، والدها، وأجدادها لإثنائها عن قرارها، لأنهم يجدون صعوبة في فهم وجهة نظر أتاليا، خاصة أفراد الجيل الأكبر الذين حضروا أحداث “المحرقة”.
من ناحية أخرى، يحاول الفيلم أن ثيبت أن التطرف الصهيوني يتغلغل في كل جيل: يظهر اليمين الإسرائيلي أحد الشباب الإسرائيليين في المظاهرات وهو يتحدث إلى أتاليا فقط للاحتجاج المضاد ويطالبها هي والمعارضين الآخرين “بالعودة إلى برلين”، في إشارة إلى أنها لا تستحق العيش معهم في دولة إسرائيل.
ومع ذلك، فإن قصة أتاليا وشهادة بعض زملائها الذين يتبون وجهة النظر ذاتها، ويأملون في التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي لإنهاء هذا الصراع تشير إلى أن مواقف جيل الشباب قد تتغير، حتى لو يتم تنشئة الأطفال منذ بداية مراحلهم التعليمية على ضرورة الانضمام للجيش.
حاولت المخرجة “مولي ستيوارت” عمل توازن في أحداث الفيلم الوثائقي بإجراء مقابلات مع نازحين فلسطينيين وكذلك لقاءات مع إسرائيليين مؤيدين للاستيطان، ومع ذلك، لن يجد أحد أي صعوبة في فهم بوصلة الفيلم وأين يجب أن يتجه تعاطفنا، خاصة في اللقطات التي تظهر البعض يدعمونها أثناء وجودها في السجن العسكري.
من الجدير بالذكر أن الأوضاع شائكة للغاية في القدس المحتلة بعد وصول قضية حي الشيخ جراح إلى نقطة حرجة، حيث يحاول المستوطنون إخراج العائلات الفلسطينية من منازلهم بالقوة، وكنتيجة لمقاومة الفلسطينيين قرارات الإخلاء، بدأت قوات الاحتلال بمساعدة المستوطنين بشن حملات عنف وترهيب ضد الفلسطينيين ومحاولات منعهم من الصلاة والوصول إلى المسجد الأقصى مع الاقتحامات المستمرة للمسجد.
خبر مترجم عن صحيفة الغارديان
لمشاهدة الإعلان الرسمي للفيلم اضغط هنا
اضف تعليقا