يبدو أن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان على موعدٍ مع صدمة جديدة، حين أعلن الكثير من معارضي الرئيس الراحل محمد مرسي تعاطفهم مع نبأ وفاته، يوم الإثنين، ما اضطر كتائب النظام الإلكترونية للهجوم عليهم، ووصفهم بـ”الخلايا النائمة”، على خلفية تبنيهم موقفاً رافضاً للانتهاكات الحقوقية التي تعرض لها الرئيس المعزول في محبسه قبل رحيله.
وقال الروائي علاء الأسواني، في تغريدة نشرها عبر موقع “تويتر”: “صحة السجين، وحقوقه الإنسانية، والقانونية، مسؤولية الدولة… طبقاً لتقارير عديدة، فإن الإهمال الطبي للمعتقلين في مصر يصل إلى درجة القتل العمد… توفي معتقلون كثيرون لأنهم لم يتلقوا حقهم في العلاج، واليوم توفي د. مرسي، وفي الطريق عبد المنعم أبو الفتوح، وحازم عبد العظيم… رحم الله د. مرسي، وغفر له”.
وقال المهندس الاستشاري ممدوح حمزة: “خالص العزاء لأسرة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي، ودعائي له بالرحمة والجنة”. بينما قال رئيس حزب “الدستور” السابق خالد داوود: “رحم الله الدكتور محمد مرسي… الاختلاف السياسي لا يعني الحرمان من حقوق أساسية للإنسان، على رأسها الحق في المحاكمة العادلة، وتلقي العلاج الطبي، والسماح بالزيارات”.
وقال عالم الفضاء عصام حجي: “درس الدكتور محمد مرسي دراسته العليا في كلية الهندسة بجامعة سوثرن كاليفورنيا العريقة في الولايات المتحدة، والتي أشرف على العمل بها في نفس الكلية… وتخرج من نفس كلية نيل آرمسترونج (أول إنسان يمشي على القمر)، ورئيس وكالة ناسا للفضاء الأسبق شارلز بودن”.
وأضاف حجي: “دكتور مرسي عمل أيضاً كأستاذ مساعد بجامعة ولاية كاليفورنيا في نورث ريدج، قبل أن يعود إلى مصر في عام 1986… ضحى بنجاحه المثالي في أميركا، ليقتسم تعليمه المتميز وفكره مع أبناء وطنه… تختلف معه أو تتفق، هناك حقيقة أكيدة أنه امتلك الشجاعة والنية الصادقة في العودة للبناء في أرض الوطن… شجاعة يفتقدها كل من وصلوا لما وصل إليه… كان رئيساً منصفاً للعلم، ومات محارباً للجهل”.
ونعاه كذلك حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، الذي كان أحد أضلاع “جبهة الإنقاذ” التي طالبت برحيله وأيدت انقلاب الجيش عليه. وقال صباحي على صفحته بموقع “فيسبوك”: “إنا لله وانا إليه راجعون ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقيت خبر وفاة محمد مرسي… أسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته في واسع جنته وأن يبارك في حسناته ويتجاوز عن سيئاته وأن يلهم أسرته وأحباءه جميل الصبر”.
بدوره، قال الفنان عمرو واكد: “البقاء لله، وتعازينا للأهل والأسرة… الله يرحمه، ويعوضه بعدله”. في حين قال الإعلامي يوسف حسين: “تتفق أو تختلف معاه، سيذكر التاريخ أن محمد مرسي العياط هو أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة نزيهة… وعصره كان أكثر عصر فيه حرية… وبعد 6 سنوات من المحاكمة لم تثبت عليه أي تهمة حقيقية… الله يرحمه، ويعفو عنه”.
وقال الإعلامي الموالي للنظام شريف عامر: “رُفعت الأقلام، وجفت الصحف… رحمه الله”. فيما قال الفنان ياسر المناوهلي: “أيوة كنت ضد سياسته، لكني حزين عليه، ورافض للظلم اللي تعرض له… ياريتهم عاملوه زي ما عاملوا الحرامي أبو طيارة لحد المحكمة (في إشارة إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك)… الله يرحمه، ويحسن إليه”.
وقالت الصحافية والناشطة رشا عزب: “كان فيه رئيس بيتحاكم، وبيخش المحاكمة نايم على ظهره، ومنقول بطيارة، وعياله حواليه… وفي رئيس تاني اتحرم حتى من العلاج والزيارة لمدة 5 سنين… الأول لسه عايش طبعاً، والتاني مات، مش محتاجة نباهة أصلها… اللي حصل مع مرسي كان مفسدة إنسانية، وقانونية، وسياسية، قاتلة، زي ما إحنا شايفين!”.
وقال الناشط أحمد عليش: “وفاة الدكتور محمد مرسي ليست مفاجأة في ظل الإهمال الطبي الذي تعرض له، واشتكت منه أسرته… وقريباً سيتبعه عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسي السابق، والذي يتعرض لنفس الإهمال… بينما كان الرئيس الأسبق مبارك، والمتهم بقتل مئات المتظاهرين، يُقيم شبه إقامة دائمة في مستشفى المعادي أثناء محاكمته”.
من جهتها، قالت ابنة الشاعر الراحل صلاح جاهين، سامية جاهين: “إنا لله وإنا إليه راجعون… كان مريضاً جداً، ومانعين عنه الرعاية الصحية، وحابسينه حبساً انفرادياً، يعني قتلوه قتلاً بطيئاً… أياً كان رأيك فيه، ولا موقفك منه، اللي يرضى بالظلم والفجر ده ما يبقاش بني آدم… ربنا يرحمه، ويغفر له، ويصبر أهله”.
وقال الشاعر مريد البرغوثي: “رحم الله الدكتور محمد مرسي، كم أنا حزين… لم يأخذوه إلى المستشفى إلا بعد أن مات… ست سنوات من التنكيل المدروس في السجن، تهم ملفقة بغباء وظلم… منعوا عنه أي رعاية طبية، وسيموت كثيرون مثله في سجون السيسي، إن لم نرفع الصوت جميعاً ضد هذا القتل اليومي البطيء”.
اضف تعليقا