كشف استطلاع نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الخميس، أن 72% من مواطني دولة الإمارات يرغبون بالتوصل إلى تسوية للأزمة الخليجية، تُقدم فيها جميع الأطراف تنازلات بعضها لبعض لبلوغ حل يرضي الجميع.
وأظهر الاستطلاع، الذي عرض نتائجه الكاتب الأمريكي ديفيد بولوك (المختص بالحراك السياسي في بلدان الشرق الأوسط)، في مقال نشره المعهد على موقعه الرسمي، أن “أغلبية ساحقة من الإماراتيين تؤيد الصرامة إزاء إيران، وليس إزاء قطر أو الإخوان المسلمين”.
ومنذ 5 يونيو الماضي، تقود الكويت جهود وساطة حثيثة لحل الأزمة الخليجية المتواصلة، بعد أن قطعت 3 دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) إضافة إلى مصر، علاقاتها مع قطر، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة بشدة. وثمة مخاوف تثار حول تأثير الأزمة الخليجية على انعقاد القمة الخليجية المرتقبة.
وحول خلاف الحكومة الإماراتية مع دولة قطر، قال مقال المعهد: “يميل الشعب الإماراتي إلى اتخاذ موقف أكثر ليونة، ومن المفاجئ أن تكون أغلبية ضئيلة تعارض في الواقع مقاطعة قطر بهامش 52% مقابل 46%”.
وقد أقر ثلث المستطلعين بأنه “في هذه الحالة تحتاج الدول العربية إلى المساعدة من قوى خارجية على غرار الولايات المتحدة لتخطي خلافاتها”، وفق الكاتب.
وأكد الإماراتيون أهمية الوحدة العربية ضد إيران، إذ بيّن ثلثاهم في الاستطلاع أن “النقطة الأهم هي تحقيق القدر الأكبر الممكن من التعاون العربي ضد إيران. كما يوافق إلى حدّ كبير (بهامش 86% مقابل 11%) حكومتهم وجهة نظرها السلبية إزاء سياسات إيران الراهنة في المنطقة”.
وقال بولوك: “وفي تناقض صارخ، تبدو المواقف الشعبية إزاء قطر وجماعة الإخوان المسلمين أكثر انقسامًا، وهي من ثم تمثل جزئيًا نقطة اختلاف مع سياسة الحكومة الإماراتية”، ويشير ذلك- بحسب المقال- “إلى مصدر استياء محتمل أو ضغوط قد تتنامى في أوساط عامة الناس لتقريب وجهات النظر نوعًا ما، فيما يخص هاتين المسألتين اللتين تثيران غضبًا رسميًا”.
وأكد أن “التسوية مع قطر تحظى على ما يبدو بتأييد شعبي أكبر، ويمكن تطبيقها من الناحية السياسية أكثر من أي انفتاح إماراتي على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة”.
وحول الأزمة الخليجية، قال بولوك: “إن التوصل إلى حل وسط مع قطر قد يساعد على زيادة توافق آراء دول مجلس التعاون الخليجي ضد إيران”. في حين رأى أن “أي انفتاح رسمي على جماعة الإخوان المسلمين سيؤدي بالتأكيد إلى تعقيد العلاقات الوثيقة بين الإمارات والسعودية ومصر”.
لكن الشعب الإماراتي ينقسم -بحسب المقال- حول هذا السؤال الرئيسي: “هل يحق لكل دولة عربية أن تختار بنفسها أي جماعات سياسية ودينية تريد أن تؤويها وتدعمها بصرف النظر عن آراء الآخرين؟ إذ لا توافق أغلبية محدودة من الإماراتيين على هذا التصريح، لكن نصفهم تقريبًا (44%) يوافقون عليه، وينحازون في الواقع إلى قطر فيما يخص خلافها مع الإمارات وأقرب حلفائها العرب”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستطلاع أجري في أغسطس من قبل شركة تجارية إقليمية رفيعة الشأن (ولا تعنى بالسياسة على الإطلاق)، من خلال مقابلات وجهًا لوجه مع عيّنة تمثيلية شملت 1000 مواطن إماراتي، مع هامش خطأ إحصائي يقدّر بنسبة 3%، وفق المعهد.
اضف تعليقا