باسم الشجاعي
على ما يبدو أن الطريق بات مفتوحا أمام مصر من أجل استضافة كأس أمم أفريقيا 2019، وذلك بعد الانسحاب المفاجئ لدولة المغرب، وانحسار المنافسة بين القاهرة وجنوب أفريقيا.
وقال الاتحاد الأفريقى لكرة القدم “الكاف”، إن “كلا من مصر وجنوب أفريقيا تقدمتا من أجل نيل شرف استضافة بطولة أمم أفريقيا 2019، بعد سحبها من الكاميرون”.
وبين “الكاف” –في بيان صدر عنه “السبت” 15 ديسمبر، أن “لجنة من الاتحاد سوف تقوم بمراجعة العروض المقدمة من الدولتين، وإجراء زيارات تفتيشية”.
وسيحدد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المضيف الجديد في موعد أقصاه 31 ديسمبر الجاري، وذلك لاقتراب البطولة المقرر عقدها في يونيو ويوليو.
وسبق وأن استضافة مصر بطولة أمم إفريقيا 4 مرات، أعوام 1959، 1974، 1986، وكان أخرها بطولة 2006، والتي حصل فيها منتخبنا على اللقب الخامس في تاريخه، ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ويشغل بال الشارع الرياضي الآن، هل تستطيع مصر تنظيم بطولة أمم أفريقيا بالنسخة المقبلة؟.
الملاعب
يشترط الاتحاد الأفريقي على البلد المضيف أن يكون هناك 6 استادات متوفرة من أجل استضافة المباريات، مع توفر ملعبين في كل مكان من أجل التدريبات، وأن يكون هناك ملعبين بسعة لا تقل عن 15 ألف متفرج، بالإضافة إلى ملعبين بسعة لا تقل عن 20 ألف متفرج، وملعبين بسعة لا تقل عن 40 ألف متفرج.
من حيث المبدأ فمصر تمتلك استادات كثيرة، ويقام عليها الدوري المصري الحالي، ومن بين هذه الملاعب توجد كل المتطلبات الخاصة باستضافة البطولة سواء ملاعب أكثر من 40 ألف متفرج، وهي برج العرب، استاد الجيش بالسويس، حيث إن الأول يتسع لـ80 ألف مشجع، والثاني لـ45 ألف، أما باقي الملاعب فتناسب المتطلبات الخاصة باستادات لا تقل عن 20 أو 15 الف مشجع.
ولكن أغلب تلك الملاعب ليست مجهزة على الشكل الأمثل من أجل استضافة أكبر حدث أفريقي على صعيد المنتخبات، الأمر الذي يساهم في النهاية على خروج البطولة بشكل لا يليق بسمعة مصر.
فضلا عن أن استاد القاهرة، لا يزال يخضع لعملية إحلال وتجديد، أي أنه لا يصلح لاستضافة المباريات في الوقت الحالي.
ولعل ذلك مادفع نجم منتخب مصر والزمالك سابقًا، “أيمن يونس”، لتوجيه رسالة للمسؤولين القائمين على الملف الرياضي في مصر: “لو مش هنقدر نضبط سلوكياتنا بلاش من استضافة كأس الأمم الأفريقية”.
وقال “يونس” –في مداخلة على إحدى القنوات الفضائية الخاصة المصرية-: “قبل الحديث عن الاستضافة نتحدث أولا عن انضباطنا وسلوكنا، وطريقة دخول والخروج من المدرجات والبحث عن الكرسي داخل المدرجات والأكل والشرب ومراقبة الجماهير بالمدرجات”.
وواصل: “لو عندك تحدي في البطولة مش إننا ناخدها فقط، ولكن قمة استضافة الجماهير والناس تشعر بالآدمية وهما داخلين والسعادة وهما خارجين، ليست مشكلة رأس الحربة في المنتخب أو ماذا سيفعل صلاح”.
الجماهير
كما لا تزال أزمة الحضور الجماهيري للمباريات تسبب أزمة داخل الملاعب المصرية، فلم تعد أبواب الاستادات والملاعب مفتوحة أمام الجماهير كسابق عهدها في عام 2012.
و أصبح الأمر مقتصرا على عدد محدود، لا يزيد على 5000 متفرج، يعانون من أجل الدخول ومن أجل الحصول على تذاكر.
وتعاني مصر مشاكل حضور الجماهير منذ أزمة مجزرة بورسعيد عام 2012 ورغم العودة التدريجية للمشجعين فإن الأمور لا تسير على ما يرام وفي أفضل حال.
وأصبح الحصول على موافقات أمنية لاستضافة الملاعب مباريات كبيرة عائق أمام اتحاد الكرة المصري، وهو ما يمثل نقطة سلبية حال استضافة أي بطولة.
وهذا ما دفع نائب رئيس النادي الأهلي المصري، “العامري فاروق”، في نوفمبر الماضي، بالتهديد بعدم استكمال فريقه مباريات الفريق الأول لكرة القدم في بطولة الدوري المصري الممتاز حال استمرار منع جماهير القلعة الحمراء من حضور المباريات.
ولعل المكسب الوحيد في حال استضافة مصر لكأس أفريقيا، تحسين الأوضاع فى ملف عودة الجماهير المصرية للمدرجات، لأن إقامة البطولة سيجبر الدولة المصرية على حضور الجماهير بالسعة الكاملة فى كل مباريات البطولة وعدم تحديدها بأرقام محددة، وهو ما سيجعل إقامة المباريات بالأعداد الكاملة لسعة كل استاد أمر متعارف عليه بعد انتهاء البطولة القارية.
الدورى
وفي حال حصول مصر على حق تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019، فمن الؤكد أنه سيتم إلغاء مسابقة الدوري الممتاز هذا الموسم، وهو ما سيزيد من تعقيد الأمور خاصة فى ظل وجود أزمات، بسبب تأجيل الكثير من المباريات، للفرق التي شاركت فى دورى أبطال أفريقيا العام الماضي، وخاصة الأهلي.
وهو ما سيؤثر بقوة على عقود الرعاية للفرق المصرية والبطولة المحلية أيضا، وتضرر شركة “بريزنتيشن” الراعية للأندية واتحاد الكرة أيضا.
ومن المقرر أن تشهد الأيام المقبلة اجتماع بمجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، لوضع تصور جديد للدوري المصري و كأس مصر ومباراة السوبر المحلي حال استضافة مصر لبطولة أمم أفريقيا 2019، بعد التقدم بطلب رسمي لاستضافة البطولة، ووضع الحلول لإغلاق بعض الملاعب التي تستضيف مباريات الدوري حاليا بسبب بعض عمليات الإصلاحات والصيانة.
اضف تعليقا