العدسة – باسم الشجاعي

في خطوة تمهيدية لإطاحة به من سباق الرئاسة المصرية، من أمام قائد الانقلاب “عبد الفتاح السيسي”، أدانت القوات المسلحلة، ترشّح رئيس أركان الجيش “الأسبق”، الفريق “سامي عنان”، تصريحاته أثناء إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسة المزمعة في مارس المقبل.
بيان القوات المسلحلة، الذي جاء مفاجئا، أعلن إحالته للتحقيق أمام القضاء العسكري؛ حيث إنه لم يحصل على موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة على الترشح، وأنه زوَّر في محررات رسمية، وأنه أدلى في خطابه بتصريحات تمثل “تحريضًا” ضد الجيش و”إحداث وقيعة” بينها وبين الشعب.
وأعقب بيان الجيش، تحفظ السلطات المصرية على “عنان”، لمثوله أمام جهات التحقيق، فيما لم يصدر بيان عن مكان احتجازه، حتى كتابة تلك السطور.
ومن المتوقع أن يمثل “عنان” أمام النيابة العسكرية للتحقيق في الاتهامات المنسوبة إليه، وسط توقعات بإحالته للمحاكمة العسكرية حال إدانته.
ويذكر أن “عنان”، كان أعلن، “الجمعة” الماضية ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، ودعا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية إلى الوقوف على الحياد في الانتخابات.
ويشار إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية، أعلنت أنها ستتلقى طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية خلال الفترة من 20 يناير، حتى 29 من الشهر ذاته.
ووفق القانون، يتوجب على من يرغب في الترشح الحصول على تزكية 20 برلمانيًا على الأقل، أو جمع توكيلات بتأييد ترشحه من 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحدّ أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها.
وستجري الانتخابات بين يومي 26 و28 مارس المقبل، على أن تجري جولة الإعادة بين يومي 24 و26 أبريل المقبل إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى.
ويشار إلى أن “عنان”، كان تم تعيينه رئيسًا لأركان الجيش عام 2005، وفي أغسطس 2012، أقاله الرئيس الأسبق “محمد مرسي”، ومطلع يوليو 2013، استقال من منصبه كمستشار لـ”مرسي”.
وكان “عنان” قائدا لقوات الدفاع الجوي قبل أن يُعيّن في عهد الرئيس المخلوع “حسني مبارك” رئيسا لأركان القوات المسلحة المصرية.

توقف الحملة الانتخابية

وسبق بيان القوات المسلحة، كشف حملته الانتخابية عن مداهمات من قبل السلطات المصرية، منازل عدد من القائمين على جمع توكيلات لترشح “عنان” لمنصب الرئاسة في الانتخابات.
وعقب بيان الجيش، أعلنت حملة الفريق “سامي عنان”، توقفها لحين إشعار آخر.
وقالت الحملة، تحت عنوان “بيان هام وعاجل”، عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، “نظرًا للبيان الصادر من القيادة العامة للقوات المسلحة منذ قليل.. تعلن حملة ترشح سامي عنان رئيساً لمصر بكل الأسى وقف الحملة لحين إشعار آخر، حرصاً على أمن وسلامة كل المواطنين الحالمين بالتغيير”.

غضب إلكتروني

توقيف “عنان”، وأنباء اعتقاله زادت من سخط نشاط مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر وسم “#سامي_عنان “، قائمة الترند، الأكثر تداولًا في مصر.
فمن جانبه، قال الكاتب الصحفي “جمال سلطان”، رئيس تحرير صحيفة “المصريون” (خاصة)، في تغريدة مقتضبة على موقع التدوينات المصغرة “تويتر”، “تسلمنا الرسالة، بعلم الوصول”، دون مزيد من توضيح.
فيما رأى الإعلامي السعودي، “جمال خاشقجي”، أن “اعتقال الفريق “سامي عنان”، نهاية حلم التغيير السلمي من داخل النظام المصري”.
أما حساب يدعى “هاني الكاشف”، فاستنكر بيان القوات المسلحة الذي اتهم فيه “عنان” بالتزوير، قائلًا: “بعد ما كان رئيس الأركان #سامي_عنان فى بيان #القوات_المسلحه بقى اسمه المذكور … منتهى الفجر فى الخصومة”.
“أحمد عامر”، في وسط التفاعل الذي اتبع اعتقال “عنان”، رأى في تدوينة له، أن استكمال ثورة 25 يناير، هو الحل الأمثل للخروج مصر من مأزقها الحالي، قائلًا: “الخلاص من الكابوس مش هايكون غير بثورة تكمل يناير تصحي العسكر من سكرات غرورهم وتخلي الشعب يحكم نفسه .. #يسقط_حكم_العسكر”.
بينما استنكر حساب أخير يطلق على نفسه “مفتي الدولة العميقة”، طريقة تعامل الجيش مع موقف ترشح “عنان”، وقال في تغريدة له، ” جيش السيسي لم ينتفص لبيع تيران و صنافير.. ولم ينتفض للتفريط في مياه النيل …و لكن انتفض حين ترشخ سامي عنان امام الانقلابي السيسي”.
السياسي والأكاديمي المصري الدكتور “سيف عبد الفتاح”، علق على خبر اعتقال “عنان”، قائلًا، في تدوينة له، “السيسي قالها بوضوح: اللي هيقرب من الكرسي.. هشيله من على وش الأرض”.
أما “عائشة السيد”، علقت على اعتقال “عنان”، قائلة: “اعتقلوه يا حلوين وريحو الشعب المصري من اللت والعجن (كثرة الحديث)”.