في خطوة جريئة ومفاجئة، ألغى مغني الراب الأمريكي ماكليمور حفله المقرر في أكتوبر/تشرين الأول في دبي بسبب دور الإمارات في الصراع الدامي في السودان، والذي راح ضحيته الملايين من المدنيين الأبرياء ما بين قتيل، وجريح، ومفقود، ونازح.
وقال ماكليمور في بيان رسمي إن الناس كانوا يطالبونه منذ شهور بإلغاء الحفل تضامناً مع الشعب السوداني “ومقاطعة التعامل التجاري في الإمارات العربية المتحدة بسبب الدور الذي تلعبه في الإبادة الجماعية المستمرة والأزمة الإنسانية في المنطقة”.
وأكد مغني الراب أنه يرفض دعم النظام الإماراتي لقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية، التي كانت تقاتل الجيش السوداني، فيما تسبب في كارثة إنسانية لا توصف يدفع ثمنها الشعب السوداني الآن
وقال في منشور على إنستغرام: “حتى تتوقف الإمارات عن تسليح وتمويل قوات الدعم السريع، لن أقدم حفلات هناك”.
وأضاف أنه اتخذ القرار لأن “الوضع الحالي في السودان عاجل ومروع ويمر دون أن يلاحظه أحد على مستوى العالم”، كما قال إن القرار مستوحى من الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكثر من 10 أشهر، مشيرًا إلى أن محنة الشعب الفلسطيني “أيقظت العالم”.
ولفت في بيانه أنه لا يحكم على النجوم الآخرين الذين يحيون حفلات في الإمارات العربية المتحدة، التي غالبًا ما تستضيف فنانين عالميين كبارًا وأحداثًا رياضية، “لكنني أطرح السؤال على زملائي المقرر أن يسافروا إلى دبي: إذا استخدمنا منصاتنا للدفاع عن الحريات، هل تتخيلون حجم التأثير الذي سنحدثه”؟، بعبارة أخرى، إنه يسألهم أن يفكروا في القوة التي يمتلكونها كشخصيات عامة وكيف يمكن استغلال هذه القوة من أجل قضية أكبر، وليس فقط من أجل الترفيه أو الربح.
على مدار الأشهر الماضية، تزايدت الانتقادات الحقوقية لدور النظام الإماراتي في تأجيج الصراع في السودان عبر تمويل قوات الدعم السريع عسكريًا وماليًا ولوجستيًا، واستخدام كل مواردها لتأكيد سيطرة هذه القوات على البلاد على حساب الشعب المسكين الذي وجد الملايين منهم أنفسهم في الشارع بلا مأوى واضطروا للنزوح في ظروف قاسية ومرعبة.
وتزايدت الانتقادات بعد اتهام السفير السوداني لدى الأمم المتحدة حارث إدريس الحارث محمد الصريح للإمارات بالوقوف وراء محنة شعبه، حيث قال إن الدعم المالي والعسكري الذي قدمته الإمارات لقوات الدعم السريع كان “السبب الرئيسي وراء هذه الحرب الطويلة”.
بدء القتال في السودان في أبريل/نيسان من العام الماضي، متسببًا في مقتل الآلاف من المدنيين، وإجبار 10 ملايين على الفرار من ديارهم. وحسب التقارير الأممية ووفقًا لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل المعتمد من الأمم المتحدة أثارت الحرب أسوأ مستويات الجوع في البلاد على الإطلاق.
طرفي الصراع متورطون بما لا يدع مجالًا للشك في كل الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوداني، لكن قوات الدعم السريع اتُهمت بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد السكان غير العرب في أجزاء من منطقة دارفور الغربية التي تسيطر عليها إلى حد كبير، بالإضافة إلى ورود تقارير عن عمليات اغتصاب جماعي للنساء والفتيات القاصرات.
وبكل أسف، فشلت المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب التي استمرت 16 شهرًا، حيث لا تزال الفصائل المتنافسة تقاتل من أجل السيطرة على البلاد، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا