في مفارقة غريبة من نوعها، دعت الخارجية البريطانية الموظفات بالوزارة لارتداء الحجاب في اليوم العالمي لـ”الحجاب” الذي يوافق 9 فبراير من كل عام، معتبرة أنه رمز لـ”التحرير والاحترام والأمان”.

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» فإن وزارة الخارجية البريطانية تواجه انتقادات شديدة، على خلفية دعوتها موظفيها لارتداء الحجاب في اليوم العالمي للحجاب.

وبررت وزارة الخارجية البريطانية دعوتها للموظفات لارتداء الحجاب لكونه يرمز إلى «التحرير والاحترام والأمان»، بحسب قولها.

لكن حقوقيين وسياسيين في بريطانيا اعتبروا دعوتها لارتداء الحجاب «قمعًا مؤسسيًا للنساء»، حسب ما نقلته الصحيفة البريطانية، إذ انتقد «ماجد نواز»، الذي يدير مركز مؤسسة كيليام البحثية لمناهضة التطرف، وزارة الخارجية البريطانية؛ لما وصفه بـ«القمع المؤسسي للنساء من خلال ثقافة الاحتشام، بينما تخاطر نساء إيرانيات بكل شيء للتخلص من طغيان الحجاب»، وفق زعمه.

ولفت «نواز» إلى اعتقال الشرطة الإيرانية 29 امرأة؛ لظهورهن في أماكن عامة دون الحجاب، يوم 2 فبراير 2018؛ لأن قانون الزي المحافظ قائم في البلاد منذ ثورة 1979.

كما انتقد النائب المحافظ في البرلمان البريطاني، «أندرو بريدجن»، الوزارة، قائلًا: «أود أن أعرف من هو صاحب هذه الفكرة الذكية. الأمر مثير للسخرية، ومضيعة لأموال دافعي الضرائب، وليس من شأن وزارة حكومية».

وأضاف: «أنا لا أرى وزارة الخارجية تدعم المسيحية».

وأُقيمت في مطلع الشهر الجاري، فعالية داخل مقر الوزارة في وايتهول، وتم توجيه رسالة بريد إلكتروني لموظفي الوزارة، جاء نصها كالآتي: «هل ترغب في تجربة الحجاب أو معرفة لماذا ترتدي نساء مسلمات الحجاب؟ احضر إلى الفعالية المفتوحة لدينا، الأوشحة مجانية لكل من يَخْتَرن ارتداءها خلال اليوم».

وأضافت الرسالة: «تختار نساء مسلمات، جنبًا إلى جنب مع أتباع ديانات أخرى عديدة، ارتداء الحجاب. ويجد الكثيرون حريّة واحترامًا وأمانًا في ارتدائه»، واستخدموا وسْمَيْ «قوية ترتدي الحجاب – StrongInHijab»، و«يوم الحجاب العالمي – WorldHijabDay».

المثير في الأمر أنَّ دعوة الخارجية موظفاتها لارتداء الحجاب، يتزامن مع حملات مكثفة يشنها مثقفون عرب ومسلمون ضد الحجاب، واعتباره رمزًا من رموز التطرف، وتقييدًا لحرية المرأة.