العدسة – محمد عادل

استطاع فيلم “ليلة الاثنى عشر عاما” الذي يحكي معاناة بعض المعتقلين في أوروجواي الفوز بالهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي.

لم يفز الفيلم بالهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي، في نسخته الأربعين من فراغ ، بعد أن سجل استقبال الجمهور للعرض لافتة مبكرة عبر تصفيق حار رجح حصده الصدارة  في ختام المهرجان مساء الخميس 29 نوفمبر الجاري.

الفيلم يتحدث عن قصص معاناة حقيقية لبعض المعتقلين في أوروجواي تحت حكم الدكتاتورية العسكرية التي تتشابه في نسختها مع قصص المعتقلين داخل السجون المصرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، والتي رصدتها  تقارير حقوقية منذ العام  2013 بعد الانقلاب العسكري الذي قاده عبدالفتاح السيسي ضد الرئيس محمد مرسي .

مشاهد الفيلم تحدثت  عن ظروف مشابهة لما حدث في مصر، ورصدت العديد من الانتهاكات الصارخة التي تتم بحق المعتقلين في السجون المصرية خاصة سجني العقرب 1 ، 2  بمجمع سجن طرة ، والتي عرضت العشرات منهم للوفاة نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب ، فيما يتعرض الآلاف للقتل البطيء نتيجة سياسات تعذيب ممنهجة بحسب الحقوقيين.

الفيلم من إنتاج مشترك لكل من ( أوروجواي، الأرجنتين، إسبانيا) وإخراج ألفارو بريخنر، وأعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في حفل بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فوز فيلم “ليلة الاثنى عشر عامًا، بالهرم الذهبي .

وتدور أحداث الفيلم في عام 1973، أوروجواي تحت حكم الدكتاتورية العسكرية، ذات ليلة خريفية، يؤخذ نزلاء سجن توبامارو من زنازينهم سرًا لأداء مهمة عسكرية، ويبقى 3 رجال في الحجز الانفرادي لمدة اثنا عشر عامًا، ومن بينهم “بيبي موخيكا” الذي سيُصبح رئيسًا لأورجواي في وقت لاحق.

وصرح المؤلف والمخرج ألفارو بريشنير، في ندوة الفيلم عقب عرضه ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي انطلق في 20 نوفمبر الجاري بأن فيلمه تناول قصص حقيقية لبعض المعتقلين في أوروجواي، وأنه نقل تجربة بعض المعتقلين أثناء البحث والتحضير لفيلمه خاصة ماعانوه من وحدة وانعزال تام عن العالم، إضافة إلى منعهم من الكلام أو التواصل مع غيرهم.

وقال “بريشنير” أنه نقل تجربة بعض المعتقلين أثناء البحث والتحضير لفيلمه، مؤكداً أنه مشغول بتلك الفكرة منذ سنوات، مشيراً إلى اكتشافه عدد من الجوانب في حياة الأشخاص الذين تعتقلهم الأنظمة الحاكمة، مثل فقدهم لجميع الحواس عدا “السمع” ويتخيلون الأصوات دائماً، واختتم بالتعبير عن إعجابه بقدرة هؤلاء على مواصلة الحياة عقب خروجهم.

قاوم

“بيبي موخيكا” أحد المعتقلين، في الزنزانه يسمع العديد من الأصوات لا يتوقف عن التفكير لا يستطيع النوم، عندما تأتي والدته تقول له لا تسمح لهم أن يدفعوك للجنون، ليبدأ بعدها محاولة التخلص من ذلك، تحت شعار “”قاوم” الذي نصحته به الطبيبة.

وبعد 12 عاما من الحبس الانفرادي يعرف المشاهد أن هذا البطل “بيبي موخيكا” ،  فاز بالانتخابات الرئاسية لسنة 2009 وتولى الرئاسة في الفترة من 1 مارس 2010 إلى 1 مارس 2015، حيث يخرج 3 أبطال إلى النور يجدوا أسرهم في انتظارهم، ويرددون “الشعب المتحد لا يهزم”، حيث كان شعب أوروجواي هو سبب خروجهم للنور عندما رفض التعديلات الدستورية وأعاد الديمقراطية إلى الحكم، ليخرج جميع المعتقلين.