منذ السابع من أكتوبر الماضي ومع انطلاق عملية طوفان الأقصى تلعب كل من مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة بين حركة المقاومة حماس وبين الاحتلال الإسرائيلي للتوصل لهدنة لوقف إطلاق النار.
وبالفعل كاد أن يتم ذلك بعد موافقة المقاومة على مقترح للهدنة لكن الاحتلال الإسرائيلي تراجع بداعي أن البنود التي وافق عليها في المقترح قد تغيرت عما وافقت عليه حركة حماس.
شبكة “سي أن أن” الأمريكية نقلت عن مصادر مطلعة، اتهامات للمخابرات المصرية كونها غيرت من طرفها شروط مقترح وقف إطلاق نار وقعت عليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الجاري، وأدى ذلك إلى إفشال جهود التوصل إلى اتفاق.
مضيفة أن ما وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، لم يكن ما اعتقدت قطر والولايات المتحدة أنه قدم للحركة للمراجعة النهائية، وأن التغييرات المصرية أدت إلى موجة غضب واتهامات متبادلة بين قطر وأمريكا و”إسرائيل” وأوصلت المحادثات إلى طريق مسدود.
اللواء أحمد عبد الخالق
كشفت المصادر للشبكة الأمريكية أن الضابط الرفيع في المخابرات المصرية، والمسؤول عن ذلك، يدعى أحمد عبدالخالق، وهو النائب الأول لرئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وأضافت بأن الضابط أخبر الإسرائيليين بشيء، وأخبر حركة حماس بشيء آخر، وأدرج المزيد من مطالب حركة حماس في الاتفاق، فيما كانت قطر والولايات المتحدة تعتقدان أن مصر قدمت الوثيقة نفسها لجميع الأطراف.
ولفت أحد المصادر إلى أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أبلغ الموساد الإسرائيلي بأن مصر تصرفت بمفردها في ما يتعلق بالتغييرات، وحاول إنقاذ الصفقة.
عبد الخالق له باع طويل في التعامل مع الملف الفلسطيني بدء من المشاركة في إتمام صفقة جلعاد شاليط مروراً بلف المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وأخيراً في ملف التوصل لهدنة حالياً.
الهدنة إلى طريق مسدود
وفي السادس من مايو الجاري قالت حركة حماس إنها أبلغت الوسيطين القطري والمصري، بموافقتها على مقترح وقف إطلاق النار بغزة، لكن الاحتلال الإسرائيلي تراجع وقرر اجتياح مدينة رفح رغم تحذيرات دولية.
وقال تصريح للحركة، أن “الأخ المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهم بموافقة حركة حماس على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار”.
لكن الاحتلال رفض موافقة المقاومة، وقال إن المقترح الذي وافقت عليه الحركة لا يلبي الشروط الإسرائيلية، وهو ما وضع الجانب الأمريكي في حرج والذي ينحاز دائماً للاحتلال، ولذلك انفجر غضباً جراء ما فعلته المخابرات المصرية.
لكن المخابرات التي يقودها عباس كامل نفت تغير المقترح وهددت بالانسحاب من الوساطة وسط تكهنات بالسبب وراء تغيير المقترح أو كون الاحتلال ابتكر تلك الرواية لاستمرار الحرب.. فهل خدعت المخابرات المصرية الجميع أم أنها ضحية تلاعب الاحتلال والأمريكان؟!
اضف تعليقا