أصدرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريراً سلطت خلاله الضوء على آلاف الوثائق التي تعود للشرطة الصينية، التي تسلّمها أحد الباحثين تكشف عن الهاجس الأمني في معسكرات الاعتقال الصينية المخصصة لأقلية الإيغور المسلمة.

بدورها، قالت الصحيفة، في تقريرها إنه حسب ما ورد في الوثائق في مركز التدريب المهني المخصص للأقلية المسلمة في مقاطعة شوفو، وهي مقاطعة في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم أغلبية سكانها من قومية الإيغور، فإنه في حال امتناع الطلاب عن تنفيذ التعليمات يطلق أفراد الشرطة المسلحة طلقات تحذيرية. 

كما أن عدم استسلام الطلاب واستمرارهم في المقاومة أو محاولة الهروب أو الاستحواذ على أسلحة الضباط يجعلهم عرضة لإطلاق النار والمجازفة بحياتهم.

وتابعت الصحيفة أن هذه التعليمات الصادرة في سنة 2018، التي يُزعم أنها تهدف إلى القضاء على الفوضى وإفشال محاولات الهروب أثناء تلقي الدروس، اقتُطفت بعد قرصنة حوالي مئة ألف وثيقة تعود إلى الشرطة الصينية، جزء كبير منها يتحدث عن جهود “التحول التعليمي” للإيغور أو احتجازهم بشكل جماعي من أجل “إعادة تأهيلهم” بحسب مفهوم الحزب الشيوعي الصيني.

إضافة لذلك، فد سُلّمت “ملفات شرطة شينجيانغ” التي نشرت بتاريخ 24 أيار/ مايو الجاري إلى عالم الأنثروبولوجيا الألماني “أدريان زينز” وقد تولت 14 وسيلة إعلام دولية النظر في مدى صحة هذه الوثائق.

جدير بالذكر أن هذه الوثائق تسلط جنباً إلى جنب مع الحقائق التي كشف عنها “أدريان زينز” والمنظمات غير الحكومية منذ سنة 2019، الضوء على القمع الذي تمارسه بكين ضد الأقلية المسلمة في هذه المنطقة.

كما تضم الوثائق المسربة آلاف الملفات الحاسوبية التي تعود إلى ما بين 2000 و2018، بالإضافة إلى دفاتر تحمل هويات أكثر من 20 ألف معتقل من الإيغور وتوجيهات لا حصر لها فضلا عن إحاطات وتقارير عمل الشرطة.

وقد استُخرجت هذه الوثائق من الحواسيب التابعة لمكتب الأمن العام في منطقتي كوناشير شوفو في محافظة كاشغر وتيكيس في مقاطعة إيلي وهي تكشف عن اعتقال أسر بأكملها ومعاملة الشرطة القاسية تجاه الإيغور.

اقرأ أيضاً : ألمانيا تدعو للتحقيق في الانتهاكات الصينية بحق أقلية الإيغور