اتفق محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مع ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان على دعم الديكتاتوريات في المنطقة، ونشر المؤامرات من أجل زعزعة استقرار الدول.

دعم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد الانقلابات وإعلان الحروب قولاً وفعلاً على دول عربية مجاورة مثلما شنا حربًا على اليمن بحجة محاربة جماعة أنصار الله الحوثي، لكنهما قاما بقصف المدنيين وتجويعهم حتى الموت من خلال فرض الحصار عليهم.

علاوة عن ذلك، فقد قاما بحصار دولة قطر وحاولا التدخل عسكرياً فيها لكن ذلك لم يحدث، ودعما الإنقلابيين في مصر وتونس وليبيا في تحدي صريح لإرادة الشعوب التي رفضت الديكتاتورية.

مؤخرًا، حاول محور الشر في المنطقة “الإمارات والسعودية” أن يظهرا بمظهر الداعم الإنساني للشعب الباكستاني من خلال دعم حكومته بمليارات الدولار لمواجهة الفيضانات والأزمات المتتالية التي تواجه الدولة الباكستانية.. فهل تساعد الدولتين باكستان لغرض إنساني أم أنها تعبث بمصيرها من خلال حفنة من الدولارات؟!.

إغداق المال 

قامت الحكومتان الخليجيتان بإغداق الأموال على الحكومة الباكستانية في الآونة الأخيرة حيث قدمتا 6 مليار دولار كتمويل مباشر لإسلام آباد علاوة عن دعم مليار دولار من أجل مشتقات النفط، إضافة إلى مليار دولار أخرى لمواجهة كارثة الفيضانات.

خلال شهر يناير الجاري قام رئيس الأركان الباكستاني عاصم منير بزيارة الإمارات، وبالتحديد في 9 يناير ليلتقي الرئيس الإماراتي محمد بن زايد بهدف تلقي الدعم لحكومته، التي تواجه تحديات بسبب أزمة الفيضانات ولم يلبث منير حتى زار المملكة العربية السعودية والتقى بن سلمان لنفس السبب.

أسفرت الزيارة عن النتائج المقدمة سلفاً وهو تمديد ودائع لدى الدولتين في باكستان، بالإضافة إلى تزويدها بـ 2 مليار دولار أخرى، وبعد زيارة منير بأيام زار رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الدولتين الخليجيتين.

أهداف خبيثة 

الوجه الإنساني الذي يظهر به الدولتين يخفي أهداف خبيثة ومؤامرات كبيرة قاما بصناعتها معاً لزعزعة استقرار باكستان، فبالعودة إلى الوراء قليلاً، سنجد أن الإمارات التي مددت وديعتها الخليجية اليوم قامت قبل أقل من عام وبالتحديد في إبريل 2022 بطلب وديعة من البنك المركزي الباكستاني بقيمة مليار دولار كان ذلك في عهد رئيس الوزراء الأسبق عمران خان.

رفض محور الشر رئيس الوزراء عمران خان لأسباب عديدة لكنهما قاما في أشد أوقات أزمات باكستان وطأةً بطلب استرداد ودائعهما كما أن الإمارات وضعت قيوداً على العمالة الباكستانية حتى لا يتم تحويل العملة الصعبة لإسلام أباد في ذلك الوقت حتى تتعمق الأزمة.

لم تتقبل الدولتين أسلوب عمران خان بسبب عدم اتفاقه معهم في ملفات مصيرية حيث أنه رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، علاوة عن رفضه حرب اليمن وقتل الأبرياء هناك، بالإضافة إلى رفضه حصار دولة قطر.

تحركت الدولتين ضده وشاركا في صناعة الأزمات في باكستان وقدما الدعم للمعارضة، والتي رأسها شهباز شريف الذي أصبح رئيس وزراء وبات ينصاع لأوامر الإمارات والسعودية وفي مقابل ذلك يغدقان عليه الأموال.

الخلاصة أن الإمارات والسعودية يدعمها الحكومة الباكستانية من أجل السيطرة على القرار الباكستاني لا من أجل دعم الشعب المنكوب، كما قاما معاً في المشاركة بالإطاحة مع رئيس الوزراء المنتخب لرفضه أفعالهم الخبيثة.

اقرأ أيضاً : عزل رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان”.. ما دور السعودية والإمارات في ذلك؟!