تحاول دولة الإمارات العربية المتحدة بسط نفوذها على الدول المجاورة لاستنزاف وسرقة مواردها، كما أنها تستخدم في ذلك عدد من الأدوات الخبيثة كدعم المرتزقة بالسلاح والعتاد وتمويل الانقلابيين في عدد من البلدان كمصر وليبيا.
كما أنها تستخدم عدد من المؤسسات الحقوقية وحتى الدينية للتغطية على جرائمها سواء في داخل التراب الإماراتي أو خارجه، ومن بين تلك الأدوات التي حاولت أبوظبي أن تبرزها هي مؤسسة “مجلس حكماء المسلمين”.
حاولت الإمارات سحب البساط من تحت “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” والتي وصفت الإمارات بما فيها كدولة تنشر الشرور وتحاول هدم الدول المجاورة وتسعى لاندلاع الحروب للاستفادة من وراء ذلك.
منذ عامين أو أكثر هاجم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دولة الإمارات ووصفها أنها تنشر الفوضى وتحيك المؤامرات على الدول العربية كما وصفها رئيس الاتحاد الدكتور أحمد الريسوني بأنها محور الشر الذي يستهدف ثورات الربيع العربي.
ولذا حاولت الإمارات من خلال مجلس حكماء المسلمين تمير أهداف خبيثة كما أنها سعت لسحب البساط من تحت اتحاد علماء المسلمين لكنها لم توفق في ذلك.
الأزهر الإماراتي
حاولت دولة الإمارات الحد من الشعبية والمكانة التي يتخذها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فسعت إلى تأسيس مؤسسة أخرى تخدم أهدافها وتكون أداة طيعة وغطاء لجرائمها.
أكدت تقارير أن دولة الإمارات بقيادة محمد بن زايد سعت في عام 2014 إلى بناء فرعاً أخراً للأزهر الشريف الذي هو قلعة العلم والعلماء في مصر بدولة الإمارات لكن هذا الطلب الذي كاد أن يوافق عليه قائد الانقلاب في مصر قوبل بالرفض القاطع من شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب.
عندما رأت الإمارات هذا الرفض من شيخ الأزهر حاولت ان تستميله بطريقة ملتوية فقامت بتأسيس مجلس حكماء المسلمين وأوكلت لشيخ الأزهر رئاسته والتي وافق مبدئاً عليها.
أنشأت الإمارات مجلس حكماء المسلمين عام 2014 والذي أقيمت مؤتمراته بالعاصمة أبوظبي وبعدها بـ 5 أعوام وقع شيخ الأزهر بصفته رئيس المجلس وثيقة الأخوة الإنسانية مع بابا الفاتيكان عام 2015 والتي كانت هي بداية نقطة الخلاف بين الإمام أحمد الطيب وأبناء زايد.
تنحية شيخ الأزهر
بدأ يشعر شيخ الأزهر أن أهداف ذلك المجلس مغايرة لأهداف المنظمات والجمعيات الإسلامية خاصة بعد توقيعه وثيقة الأخوة والتي اعتبرته فيها الإمارات زعيم للديانة الإسلامية والبابا زعيم للديانة المسيحية غير أنه رفض ذلك قائلاً أن الإسلام ليس دين كنسي ولا يوجد زعيم له.
علاوة على ذلك فقد هاجم الإمام الأكبر شيخ الأزهر الديانة الإبراهيمية وظاهرة الدمج بين الأديان التي تدعوا لها الإمارات من أجل الترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي قائلاً لن يكون هناك دمج بين الأديان، وأن الديانة الإبراهيمية هي شئ خبيث يسلب الناس معتقداتهم.
كما لاحظ الطيب أن الإمارات تستخدم تلك المؤسسة للقضاء على أنشطة المنظمات والجمعيات المعتدلة الإسلامية والتي تناهض فكر الإمارات في الترويج للتطبيع ما دفع شيخ الأزهر للاعتزال على الرغم من بقائه في المنصب خاصة بعد تهميش الإمارات له وإقامة بعض المؤتمرات دون حضوره.
الخلاصة أن الإمارات استخدمت مجلس حكماء المسلمين لأهداف خبيثة وعلى رأسها الترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والقضاء على المؤسسات الإسلامية المعتدلة والتي لا تخدم أهدافها الدنيئة في المنطقة
اقرأ أيضاً : غسيل السمعة ما بين “كوب 27″ بمصر و”كوب 28” بالإمارات
اضف تعليقا