العدسة – محمد عادل
من مصر إلى تونس ، كان شعار “تعرى أكثر” يسيطر على المشهد العام في فاعليتين فنيتين أحدهما في مهرجان القاهرة الدولي السينمائي ، والأخرى في مهرجان “أيام قرطاج المسرحية”، وسط أراء تتحدث عن استخدامها في الإلهاء الممنهج عبر استخدام مبتذل لمفاهيم الحرية بعد حصار ثورات الربيع العربي وفق البعض.
ولم تكاد تنتهي ضجة ختام الدورة الأربعين للمهرجان السينمائي الدولي، نهاية نوفمبر الماضي، بسبب فستان عار للممثلة المصرية رانيا يوسف ، حتى ظهر الممثل السوري، حسين مرعي، عار تماما، الاثنين، لمدة زمنية قاربت 20 دقيقة أثناء عرض مشهد من المسرحية السورية الألمانية “يا كبير”، ضمن فعاليات مهرجان “أيام قرطاج المسرحية” الذي تبرأ رسميا منه .
وتدور أحداث المسرحية حول العنف الذي يعيشه الشعب السوري خلال الحرب الدائرة ببلاده منذ 2011، ومدى تأثير ذلك عليه.
وكانت الممثلة المصرية رانيا يوسف (44 عاما) أطلت بفستان أسود، النصف الأسفل منه شفاف ويكشف جسدها ، ما أثار جدلا واسعا وملاحقات قانونية بتهمة الفعل الفاضح توقفت بعد اعتذار منها ، مؤكدة “تمسكها بالقيم والأخلاق التي تربت عليها في المجتمع المصري”.
ما فعلته “رانيا يوسف” دفع الممثلة المصرية سما المصري التي اعتادت إثارة الجدل حولها بظهورها بملابس عارية إلى القول أنها ” محجبة بالمقارنة مع رانيا يوسف”، بالتزامن مع ما تشهده مصر من موجة مرتفعة من التعري وظهور الفنانات بالمايوه البكيني ، في العام الجاري بحسب تقارير محلية.
وبحسب مراقبين فقد شهدت الفترات الأخيرة صعود موجة للتعري ، كان من ضمن مشاهدها ظهور الممثلة هيفاء وهبى على مسرح “ستار أكاديمى” بفستان شفاف وفاضح ، كما ظهرت عارضة الأزياء اللبنانية، مريام كلينك بصور شبه عارية لمؤخرتها قلدت فيها كيم كاردايشان، وسبقتها الممثلة المصرية دوللي شاهين بفستان من تصميمها الخاص كاشف لمفاتنها.
وفي تقرير حديث لشبكة سي إن إن أكد أن المشاهير والتعري موضوع فاق حده تلك الأيام، وأضاف، “كان على المهتمين سابقًا، الانتظار حتى نشر الشريط الجنسى أو انتظار العدد الجديد من مجلة “بلاى بوى”، لرؤية المشاهير العراة، لكن الآن كل ما عليك فعله هو النظر إلى “انستجرام”.
الكاتبة “منية العرفاوي” كتبت في هذا السياق تحت عنوان “الجنس والتعرّي لتدنيس ثورات الربيع العربي”، موضحة أن في كل ثورات بلدان الربيع العربي كان الهاجس المشترك هو التطلّع للحرية والبحث عن كرامة الإنسان العربي اللذان داستهما أقدام الدكتاتورية، وبدأت الثورات نقية وطاهرة ومحمّلة بآلام المحرومين والمسحوقين لكن عناصر “شاذة” اخترقت السياق الثوري ، وعوض أن نبحث عن حلول لإنصاف المحرومين والمهمشين والمسحوقين ومن عذبوا أو قتلوا بالرصاص الحي أو جرحوا في الثورة أصبحنا نناقش كيف تكون النهود وسيلة للتعبير عن الحرية مؤكدة أن هذه الترّهات تكاد تفقد الثورات حرمتها وقدسيتها وتدخلها في نوع من العبث “مع سابقية الإصرار والترصّد” لأطراف نافذة خلف الكواليس.
اضف تعليقا