العدسة – ياسين وجدي:
قتل صوت القدس في روسيا ، كان صوتا مزعجا للصهاينة ومفندا بلسان غربي مبين للأكاذيب الصهيونية ، فكان مصيره القتل في قلب القارة السمراء ، لتجدد شكوك حول تورط الموساد المنتشر عبر اذرعه في افريقيا وبالقرب من قلب الحدث” انه “أورهان جمال”
“العدسة” يرصد احتمالات للتورط الصهيوني في مقتل “جمال” وهو يسلط الضوء على الحقيقة الغائبة من قلب القارة السمراء، وتبقى الكلمة للتحقيقات النهائية.
صديق الأقصى !
أورهان غيداروفيتش جمال ، صحفي مسلم روسي من أصول تركية أذرية، وأحد أبرز المراسلين العسكريين في روسيا ، والناشطين في مجال دعم الشعب الفلسطيني وقضية القدس ، ولد في موسكو 12 نوفمبر 1966م، وهو ابن المفكر والفيلسوف الروسي المسلم غيدار (حيدر) جمال، وهو مؤلف كتاب “وقائع حرب الأيام الخمسة” (2008م)، حول الحرب الروسية الجورجية عام 2008م، وحصل عام 2003م على جائزة أفضل صحفي في العالم في مجال “Travel”، وفي عام 2005م فاز في مسابقة جائزة ارتيوم بوروفيك وغيرها الكثير من الجوائز الفخرية، والكثير من الصحفيين بدأوا رحلتهم الصحافية بمحاضراته ودروسه، وفي أغسطس عام 2008م أصيب إصابة بالغة في ليبيا خلال معركة طرابلس.
أورهان كان بحسب موقع المركز الفلسطيني للاعلام مدافعا شرسا عن قضايا المسلمين في كل مكان، لا سيما القضية الفلسطينية بشكل خاص والذي كثيرا ما علا صوته من خلال القنوات الفضائية الروسية دفاعا عن الشعب الفلسطيني وحقوقه ودحضا للأكاذيب الصهيونية.
ارتقى في هجوم ما تزال ملابساته غامضة بصحبة اثنين من زملائه وهما اليكساندر راتورغوييف وكيريل رادتشينكو، بينما كانوا يقومون بمهمة تصوير فلم وثائقي حول شركة الخدمات العسكرية الخاصة الروسية “فاغنر” التي لا تزال تعمل سرًّا وتشارك بمهام أمنية في مناطق صراع مختلفة منها السودان وسوريا فضلا عن جنوب أفريقيا.
وشيع الآلاف جثمانه الثلاثاء انطلاقا في الجامع المركزي بالعاصمة موسكو ، فيما عزّت حركة حماس بوفاة جمال، وقالت: “صديق فلسطين الصحفي الروسي البارز أورهان جمال في ذمة الله.. ترجل في الميدان باحثا عن الحقيقة كما عهدناه”، وأضاف القيادي في حماس عزت الرشق في تغريدة على تويتر: “صديق فلسطين الصحفي الروسي البارز أورهان جمال في ذمة الله.. ترجل في الميدان باحثا عن الحقيقة كما عهدناه.. تذكره أسوار القدس وشوارعها وباب الأسباط مدافعا عن كلمة الحق”.
ظروف غامضة !
الهيئة التي يعمل لديها جمال أعلنت مقتله في ظروف غامضة ، وأوضحت أيضا أن “مستشارا” في بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى كان يساعدهم في تنظيم تحركاتهم في البلاد، ويمتد نشاط ضابط سابق في الاستخبارات الروسية يدعى ديمتري أوتكين إلى تأسيس مجموعة فاغنر التي تشبه شركة الأمن الامريكية التى كانت تعرف سابقا باسم بلاك ووتر.
وشاركت الشركة بحسب تقارير عربية ابتداء من يونيو 2014 في المعارك شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين الموالين للروس، كما اشتهرت في سوريا حيث تتحرك بموازاة الجيش الروسي دعما لنظام بشار الأسد منذ سبتمبر 2015 ، حيث لعبت دورا كبيرا في العمليات الروسية شرق سوريا وفي استعادة مدينة تدمر.
وفي مارس 2016 أعلن قائد المجموعة الروسية في سورية، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، أن قوات برية تؤدي مهمات خاصة هناك، ومن الجنود المشاركين في هذه المهمات سيرغي تشيوبوف، الذي قُتِل في سورية في شباط (فبراير) 2016. ويروي أحد أقربائه، أن تشيوبوف خدم في القوات الداخلية التابعة لوزارة الداخلية، لكنه استقال مطلع عام 2000.
ويعتقد أن المجموعة التي تعد نحو 2500 جندي شاركت بكثافة في عمليات حول تدمر عام 2016، ك”قوات صدم” الى جانب الجيش السوري، بحسب الخبير في الامن الروسي في معهد العلاقات الدولية في براغ مارك جاليوتي.
الايدي الصهيونية !
وفي ظل تشابك العلاقات بين الشركات الخاصة والمصالح المشتركة ، تدور شكوك لمراقبين حول أن “جمال” قد يكون ضحية جديدة للموساد الصهيوني ، خاصة في ظل دوره المتصاعد لخدمة القضية الفلسطينية ودحض الاكاذيب الصهيونية، خاصة أن للموساد سجل كبير في اغتيال الصحفيين المساندين للقضية الفلسطينية.
وبحسب تقارير موثقة فإن الصحفيين يعتبرون هدفا لدى جنود الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة منهم لطمس الحقائق، ومنع وصول الصورة الكاملة لقمع الاحتلال للفلسطينيين، ومن ابرزهم : غسان كنفاني: رئيس تحرير جريدة الهدف الذي اغتاله الموساد في 8 يوليو 1972 في بيروت، بتفجير سيارته في منطقة الحازمية، وكمال عدوان: مسؤول عن مكتب الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي اغتيل في عملية نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” في شارع فردان بالعاصمة اللبنانية بيروت بتاريخ 10 مارس 1973، وناجي سليم حسين العلي: رئيس رابطة الكاريكاتيريين العرب، الذي اغتاله عملاء الموساد عام 1987، بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قصيرة.
الصحفي الصهيوني رونين بيرغمان في كتابه “حرب الظل، إسرائيل وعمليات القتل السرية للموساد” كشف في هذا السياق عن أكثر 3 ألاف عملية اغتيال نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد منذ تأسيسه في 13 ديسمبر 1949، بتوصية من ديفيد بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وهو ما يمكن معه توقع الاستهداف الصهيوني في ظل التواجد المتصاعد لدولة الاحتلال في القارة السمراء ، وبخاصة في افريقيا الوسطى ، التي يوجد فيها تمثيل غير مُقيم وتغطيه سفارة الكيان في الكاميرون بعد أن تمت إستعادة العلاقات في يناير 1991.
والسؤال الان بحسب البعض :” لما لا ؟! ” ، فبحسب تقارير متواترة ، فقد برز تواجد الكيان الصهيوني في المساعـدات الاستخبارية والتدريبات العسكرية، حيث ركزت دولة الاحتلال في تفاعلاتها الأفريقية منذ البداية، وحتى في ظل سنوات القطيعة الدبلوماسية بينها وبين أفريقيا، خلال الفترة من 1973-1983، على المساعدات العسكرية في مجال تدريب قوات الشرطة وقوات الحرس الرئاسي لعدد من الدول الأفريقية خاصة في الدول الأفريقية التي تعاني من الصراعات والانقسامات الاجتماعية والانشقاقات داخل صفوف النخب السياسية الحاكمة، وهو ما يرجح استهداف “أورهان جمال” بالتزامن مع مهمته المتصلة بالمرتزقة الروس ، للتغطية على الاستهداف الصهيوني الذي تدور حوله شكوك كثيرة .
يعزز الاحتمال تواجد بارز للشركات الأمنية الصهيونية في القارة السمراء ، صاحبة سجل سيء في العمليات القزرة ، ومنها ابرزها شركات المرتزقة، ومن أبرزها شركة “ليف دان” وشركة “الشبح الفضي” التي تتولى تدريب وتسليح مليشيات قبلية لحماية الرؤساء والشخصيات السياسية المهمة فضلا عن الشركات التى تتولى تنفيذ المخططات الإسرائيلية في أفريقيا، وأهمها شركة “يول باريلي” للأسرار، وشركة “أباك” وهما شركتان فرنسيتان مملوكتان لعناصر يهودية.
اضف تعليقا