قامت وزارة الخارجية الأمريكية بشطب خمس منظمات اليوم من قائمة المنظمات الإرهابية وكانت أهم المنظمات التي ورد اسمها هي منظمة “كاخ” اليهودية المتطرفة، كما ورد في بيان رفعها من قائمة الإرهاب على لسان وزارة الخارجية ” بينت مراجعتنا الأخيرة لهذه التصنيفات لخمس منظمات إرهابية أجنبية، أن تلك المنظمات لم تعد منخرطة في الإرهاب أو النشاط الإرهابي ولا تحتفظ بالقدرة على القيام بذلك، لذلك، تم إلغاء هذه التصنيفات كمنظمات إرهابية أجنبية”.. فهل أصبحت حقاً الجماعة اليهودية المتطرفة غير قادرة على القيام بأعمال عدائية ضد العرب الفلسطينيين وما دلالة أن يتم شطبها من قائمة الإرهاب رغم قيامها بأخطر أنواع الجرائم ورغم تبنيها أفكاراً عدائية فظيعة؟!.

حركة كاخ والعنف 

كلمة كاخ تعني “هكذا” وهو نابع من شعار المنظمة المتطرفة “يد تمسك التوراة وأخرى تمسك السيف” أي أن السبيل الوحيد لتحقيق الآمال الصهيونية هو العنف المسلح وبالتالي فقد ضمت تلك المنظمة على مدار تاريخها أكبر المجرمين الذين قاموا بجرائم فظيعة أهمهم كان “إيلي هزئيف” الذي سمي بـ “القاتل” وهو من أهم مؤسسي روابط المنظمة حيث اشتهر بالهجوم على العرب الفلسطينيين حتى قتل في إحدى الهجمات الفدائية وكذلك يوئيل ليرنر الذي حاول اغتيال وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر ثم قبض عليه في عام 1982 وهو من أهم منظمي الاعتداءات على المسجد الأقصى لكن يبقى أهم وأخطر أعداء تلك المنظمة وهو المؤسس الروحي لها “مائير كاهانا” والذي عمل للمخابرات الأمريكية ولمكتب المخابرات الفيدرالية الأمريكية لفترة  من الزمن ثم أسس بعدها رابطة الدفاع اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1968، ثم عاد إلى الأراضي المحتلة وحاول الإنضمام للكنيست لعدة مرات حتى فاز بمقعد عام 1984 ثم تم إبعاده لأفكاره التمييزية الخطيرة.

أفكار خطيرة 

جماعة “كاخ” لها توجه سياسي يسمى “مشيحاني” وهو يرى أن خلاص الشعب اليهودي لن يتحقق إلا بعد ضم المناطق المحتلة وإزالة كل عبادة غريبة هناك وإجلاء جميع أعداء اليهود من أرض فلسطين” حسب زعمهم.. إضافة لذلك فهم يرفضون التأثر بالحضارة الغربية أو قيم الديمقراطية والاشتراكية ويرون أن الدين اليهود هو دين بطش وقوة ويسعون إلى تغيير التعليم في إسرائيل وإجلاء كل من هو غير يهودي من أرض فلسطين واستجلاب الجماعات اليهودية إلى إسرائيل ويصفون كل من هو يعيش خارج الأراضي المحتلة بالمتعفن والخائن لأن في عقيدتهم من يعيشون في الأراضي المحتلة هم أنقياء الدم فقط من اليهود ناهيك عن بقية البشر.. ليس ذلك فحسب فهم يرون من لا يعتنق اليهودية شخصاُ غريب عنهم وليس له أي حقوق ثقافية أو سياسية ويصفونهم بالبراغيث على حد قول الأب الروحي لهم كاهانا وكذلك يرون من العرب عبيد ويجب عليهم أن يقبلوا العبودية على حد قولهم فهم ممنوعون من الاختلاط باليهود سواء بزواج أو حتى في الأماكن العامة في جميع الأراضي الذين يزعمون أنها أراضيهم من النيل للفرات.

أعمال عدائية ضد الفلسطينيين 

مارست تلك الجماعة الإرهابية المتطرفة عدد من الأعمال الإرهابية ضد السكان العرب في فلسطين حيث قاموا بتنظيم مسيرات لقتل العرب والتحرش بهم ومحالة على الأقل إقناعهم بأنهم ليس أمامهم مفر من الرحيل عن “الأرض المقدسة” على حد زعمهم وشملت تحركاتهم تنظيمات داخلية إرهابية قامت بأعمال إجرامية كالإعتداء على الأشخاص والإضرار بالممتلكات وتخريب الأشجار والمزروعات وجميعها يشملها ويتخللها حالات كثيرة من القتل.. وهي موجودة إلى الآن ومقر قيادتها بمستوطنة كريات بالقرب من مدينة الخليل حتى أن الحكومة الإسرائيلية نفسها قد حظرت نشاطاتها في عام 1994م لما أثارته من استفزازات وفوضى والقتل غير المبرر، واليوم تخرج علينا إدارة بايدن لترفع اسم هذه المنظمة من قائمة الإرهاب، وتفسح المجال للذين سعوا في الأرض فساداً ليعودوا ويستفحلوا من جديد بشكل رسمي بعد تاريخ حافل من الإجرام.

اقرأ أيضاً : انقسامات داخل دولة الاحتلال.. هل تستغل المقاومة الفلسطينية الفرصة؟!