اعتبر رئيس الوزراء الماليزي، “مهاتير محمد”، أن “الفلسطينيين بشكل خاص والمناهضين للسياسة الإسرائيلية بشكل عام، ليس لديهم استراتيجية للانتصار ولا يقدمون شيئا ملموسا للنهوض. وأحيانا يعبرون عن غضبهم وقهرهم بارتكاب أعمال لا تساهم في خلاصهم”.
في مقابلة مع صحيفة “القدس العربي”، بعد إلقائه كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين، الجمعة، قال فيها إنه يعتقد أنه “حان الوقت لنجلس جميعا ونضع استراتيجية ليتمكن الفلسطينيون من العودة إلى وطنهم وفي دولتهم المستقلة”.
وأشار إلى أن إسرائيل “ما فتئت تقضم كل يوم مزيدا من الأرض الفلسطينية وتبني مستوطنات في الأراضي الفلسطينية لمنع قيام الدولة الفلسطينية”.
جاء ذلك في معرض رده على سؤال حول ما يمكن أن يشير به على الفلسطينيين وهم يواجهون المأزق الوجودي بعد الخطوات التي نفذتها إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” فيما سمي بـ”صفقة القرن”.
ورأى “مهاتير” أن “ذهاب شخص ما ويفجر نفسه ليقتل عددا من الأشخاص فهذا لن يحقق شيئا”.
وأضاف أنه “لكي تنتصر في الحرب لا بد أن يكون لديك إستراتيجية مناسبة وحملة شاملة لتجمع أكبر عدد من الأنصار والمؤيدين، وعليهم أن يبتعدوا عن القيام بأعمال قد تكلفهم فقدان المؤيدين”.
وقال “إذا كنت سأقدم للفلسطينيين أي نصيحة فأولا عليهم أن يكونوا متحدين لا منقسمين إلى العديد من الفصائل، ثم عليهم أن يجتمعوا ويتفقوا على خطة واحدة للنهوض؛ عندئذ سيكون هناك أمل في تحقيق ما يصبون إليه”.
وفيما يتعلق بأزمة ولاية “جامو وكشمير”، قال “مهاتير” إنه اجتمع مع رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي”، في جلسة مطولة، ليفهم منه لماذا أخذ ذلك القرار؟ (إلغاء المادة 370 التي تمنح “جامو وكشمير” وضعا خاصا).
وأضاف أنه أخبر “مودي” بأن “الهند لديها خبرة في المفاوضات، وقد تدخلت في العديد من الأزمات لتخفيف التوتر، فلماذا لا تستعمل هذه المهارة للتفاوض بدل الهجوم على جامو وكشمير”.
ونفى “مهاتير” أن يكون قد عرض على “مودي” أي وساطة، لكنه شجعه أن يشرع في مفاوضات حول كشمير، وحول ما يسميه الإرهاب هناك.
وعبر رئيس الوزراء الماليزي عن عدم إيمان بلاده بأسلوب فرض العقوبات الاقتصادية.
وأشار إلى أن علاقات ماليزيا مع إيران جيدة “لكن قيل لنا إننا إذا أقمنا علاقات تجارية مع إيران سنعاقب، فنحن لدينا علاقات تجارية مع كثير من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة، ولو استمرت علاقاتنا التجارية مع إيران فسيتم إغلاق كثير من المعاملات البنكية معنا”.
وتابع: “نحن مضطرون أن نراعي مصالحنا ولا نستطيع إلا أن نطبق العقوبات مع العلم أننا ضدها، العالم مشلول حتى مع وجود الأمم المتحدة”.
اضف تعليقا