بعد قرار الولايات المتحدة باعتبار “الحرس الثوري” الإسلامي الإيراني منظمة إرهابية.

 

تباينت ردود الفعل الدولية، وعلقت دول أوربية وعربية على القرار، وهي الخطوة التي تنذر بمزيد من التوتر في الشرق الأوسط.

 

فرنسا

دعت “باريس” إلى تجنب أي تصعيد للتوتر في منطقة الشرق الأوسط، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية “إن فرنسا لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015”.

 

وأعلن “قصر الإليزيه” أن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” أكد تمسك بلاده بالاتفاق النووي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني “حسن روحاني”.

 

وذكر بيان صادر عن الناطقة باسم الخارجية الفرنسية “آنييس فإن دورمول” دعوتها لتجنب أي نوع من أنواع التصعيد وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

وأضافت متحدثة الخارجية الفرنسية  أن الاتحاد الأوروبي سبق وفرض عقوبات على عدد من الأفراد والكيانات التابعة للحرس الثوري الإيراني بتهمة المشاركة بأعمال إرهابية كما فرض عقوبات منذ عام 2010 على الحرس الثوري والكيانات التابعة له بسبب دعمهم للبرنامج البالستي الإيراني.

 

وأكدت على دعم خطة العمل الشاملة المشتركة، وعلى حتمية استمرارها طالما تقوم إيران باحترام تعهداتها النووية.

 

تركيا

ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” إن بلاده تعارض قرار الولايات المتحدة الأميركية  بإدراج “الحرس الثوري” الإيراني ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.

 

واعتبر “جاويش” أن واشنطن تتناقض مع نفسها عندما تتعاون داخل سوريا مع منظمة تعتبرها إرهابية في الوقت الذي تصدر فيه قرارات أحادية الجانب باعتبار “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية وتحاول فرض القرار على دول العالم.

 

وأضاف “نحن لا نوافق على ما يقوم به “الحرس الثوري” في سوريا، لكن هذا لا يعني إعلان جيش رسمي لدولة ما أنه منظمة إرهابية.

 

وأشار أن مثل هذه القرارات تضر الاستقرار في منطقتنا وكنا أخبرنا ولا نزال نخبر نظراءنا الأميركيين أن من شأن هذه القرارات أن تؤدي لأزمات في المنطقة.

 

وفي نفس السياق، شكك الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي” من جدوى هذا الإجراء.

 

ويخشى “البنتاغون” و”سي آي أي” كذلك، من التداعيات المحتملة لهذا الإجراء على القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.

العراق

اتخذت العراق موقف وسط بين “واشنطن” و”طهران”، وقال رئيس وزراء دولة العراق “عادل عبد المهدي” “إن قرار واشنطن بتصنيف “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية قد تكون له عواقب سلبية على العراق والمنطقة”.

 

وأضاف “عبد الهادي” أن بغداد حاولت منع القرار، وأنها ستبذل قصارى جهدها لتحقيق الهدوء في المنطقة، نظرا لاحتفاظها بعلاقات طيبة مع كل من “طهران” و”واشنطن”.

 

قطر

واقترح وزير الخارجية القطري الشيخ “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”،  بضرورة الحوار بين الدول المختلفة للتوصل لحل لهذا النزاع، وقال “حتى لو جرى اختلاف بشأن بعض سلوكيات الجيش الإيراني أو جيش دولة أخرى”.

 

بالمقابل، يرى بعض الخبراء الأميركيين أن تصنيف أميركا لـ”الحرس الثوري” كمنظمة إرهابية يشكل ضربة معنوية، ولن يكون هذا الإجراء كافيا بدون تعاون كاف من دول الاتحاد الأوروبي.

 

ويجب أن تضغط  الدول الأوربية أكثر لمنع إيران من الاستمرار في برنامجها النووي، وبرنامج الصواريخ الباليسيتية، وأيضا كف نفوذها السلبي في دول المنطقة.

السعودية

رحبت السعودية بقرار “واشنطن” بتصنيف “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية، مؤكدة أنها “خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب”.

 

وجاء في بيان للخارجية السعودية أن القرار “يترجم مطالبات المملكة المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للإرهاب المدعوم من إيران”.

 

وفي نفس السياق، قال عضو مجلس الشوري في السعودية “خليل الخليل”، “إن العقوبات الأميركية على نظام الإيراني ولاسيما الحرس الثوري هي فعالة، معتبرا أن ما أقدمت عليه واشنطن هو قرار تاريخي”.

 

وأشار “الخليل” الحرس الثوري يشكل كابوسا على الشعب الإيراني، فهناك أكثر من 81 مليون مواطن يتضررون من هيمنته، وهو جعل دولة غنية مثل إيران فقيرة رغم أنها قادرة على الاكتفاء الذاتي في الكثير من المجالات الصناعية والغذائية.

 

ونوه “الخليل” أن تصنيف الحرس كمنظمة إرهابية سيؤثر على أكثر من 60 مليلشيا طائفية في المنظقة يدعمها “الحرس الثوري”.

البحرين

ورحبت وزارة الخارجية البحرينية بتصنيف “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية أجنبية.

وتتهم البحرين إيران بدعم الجماعات الشيعية المناهضة للحكومة في أراضيها. وتنفي طهران هذه الاتهامات.

وهذه هي المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة قوات حكومة أجنبية ضمن المنظمات الإرهابية.

 

وذكر أن” ترامب” قال “إن الحرس الثوري هو الوسيلة الأساسية للحكومة الإيرانية لتوجيه وتطبيق حملتها الإرهابية العالمية”.

 

مضيفا أن هذا التصنيف يوضح بشكل قاطع مخاطر التعامل ماليا أو تقديم الدعم بأي صورة لـ”لحرس الثوري” الإيراني، لذا فإن كل من لديه تعامل مالي مع الحرس الثوري يكون راعيا وممولا للإرهاب”.

 

ورد وزير خارجية إيران “محمد جواد ظريف” قائلا، “أن إيران تصنف القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، والقرن الأفريقي في قائمة الجماعات التي تعتبرها إيران إرهابية”.

 

ويحذر منتقدون من أن تلك الخطوة قد تجعل مسؤولي الجيش والمخابرات الأميركيين عرضة لإجراءات مماثلة من جانب حكومات غير صديقة.

 

ويشار أن  “الحرس الثوري” نشئ عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وقتها، الامام “الخميني”، وذلك بهدف حماية النظام الناشئ، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية.

 

فبعد سقوط الشاه، أدركت السلطات الجديدة، أنها بحاجة إلى قوة كبيرة تكون ملتزمة بأهداف النظام الجديد والدفاع عن “قيم ومبادئ الثورة”.

 

وهو جيش عقائدي لحماية الثورة الإسلامية في إيران من التهديدات الداخلية والخارجية، ويتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبيرين.