تشهد شبكة “سي إن إن” الأمريكية، رد فعل عنيف من موظفيها، بسبب السياسات التحريرية التي يقولون إنها أدت إلى تبني الدعاية الإسرائيلية، وفرض رقابة على وجهات النظر الفلسطينية في تغطيتها للحرب في غزة.

من جانبها، نقلت صحيفة “الجارديان“، في تقرير عن أحد موظفي الشبكة الأمريكية، قوله إن غالبية الأخبار منذ بدء الحرب “انحرفت بسبب التحيز المنهجي والمؤسساتي داخل الشبكة تجاه إسرائيل”.

وتابعت الصحيفة عن موظفين ومذكرات داخلية اطلعت عليها: “القرارات التحريرية اليومية تتشكل من خلال تدفق التوجيهات من مقر (سي إن إن) في أتلانتا، والتي وضعت مبادئ توجيهية صارمة بشأن التغطية”.

وأضافت: “التوجيهات تتضمن قيودا مشددة على نقل آراء حماس ونقل وجهات نظر فلسطينية أخرى، في حين يتم أخذ تصريحات الحكومة الإسرائيلية على محمل الجد، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يوافق مكتب القدس على كل قصة عن الصراع قبل بثها أو نشرها”.

فيما يقول الصحفيون في غرف الأخبار في “سي إن إن” في الولايات المتحدة وخارجها، إن البث قد انحرف بسبب قوانين الإدارة وعملية الموافقة على المواضيع التي أسفرت عن تغطية جزئية للغاية لهجوم 7 أكتوبر، والحرب الإسرائيلية على غزة.

جدير بالذكر أن موظف في “سي إن إن”، انتقد بشدة تغطية الشبكة الإخبارية للحرب على غزة، واصفا إياها بأنها “ترقى إلى سوء الممارسة الصحفية”، مضيفا أن التغطية الإخبارية “انحرفت بسبب التحيز المنهجي والمؤسسي داخل الشبكة تجاه إسرائيل”.

فيما تشمل تلك الإجراءات قيودا مشددة على الاقتباس من حركة “حماس”، ونقل وجهات النظر الفلسطينية، في حين أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية تؤخذ في ظاهرها، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم حذف كل قصة أو خبر عن الحرب، يرد من مكتب القدس المحتلة.

طبقًا لصحفيي الشبكة الأمريكية، فإن لهجة التغطية تم تحديدها من قبل رئيس تحريرها الجديد ومديرها التنفيذي مارك تومسون، حيث يشعر بعض الموظفين بالقلق من استعداد تومسون لتحمل المحاولات الخارجية للتأثير على التغطية.

فيما شغل تومسون سابقا منصب مدير عام لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، واتهم بالرضوخ لضغوط الحكومة الإسرائيلية في عدد من المواقف، بما في ذلك المطالبة بإقالة أحد أبرز مراسلي الشبكة في القدس المحتلة، عام 2005.

كما أصدر ديفيد ليندسي، مدير المعايير والممارسات الإخبارية في الشبكة، في أوائل نوفمبر توجيها يحظر نشر معظم تصريحات حركة حماس، ووصفها بأنها “خطاب تحريضي ودعاية”.

كذلك اعترفت مصادر في “سي إن إن” بأنه لم تجر أي مقابلات مع حركة “حماس” وقاداتها منذ هجوم 7 أكتوبر.

اقرأ أيضًا : مسؤول إسرائيلي سابق: تل أبيب ستحتاج 5 سنوات للتعافي من حرب غزة