العدسة – كنان الشامي
كتب موقع”Salon” الأمريكي، أنه في الوقت الذي أعلن فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن تنفيذ حملة إصلاحات اجتماعية في المملكة كان ينفق بهدوء الملايين على المشتريات الفاخرة .
وأضاف الموقع أن هذه المقتنيات شملت يختًا ( 500 مليون دولار)، ولوحة فنية ( 450 مليون دولار) وقصرًا في فرنسا (300 مليون دولار) أي بحوالي 1.25 مليار دولار، وهو ما يعادل الناتج المحلي لـ”جزر سليمان” بجنوب المحيط الهادئ، ويعادل المبلغ أيضا “ربع” ميزانية فلسطين (4.2 مليار)، كما تعادل ميزانية دول عربية أخرى وهي جزر القمر (1.259 مليار) .
وذكر الموقع أنه عندما ألقت شرطة المملكة القبض على 12 من الأمراء والوزراء والمستثمرين الأثرياء في البلاد في ليلة واحدة، فسر الكثيرون الخطوة التي كان يقف وراءها ولي العهد أنه محاولة لفرد العضلات .
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” في اليوم التالي للاعتقالات، يبدو أن حملة الاعتقالات الواسعة هي الخطوة الأخيرة لتعزيز سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الفتى المدلل لوالده الملك ومستشاره الأول.
ويرى الكثيرون أن ولي العهد هو الذي يدير المشهد في المملكة بالنيابة عن والده الذي يعاني من تدهور شديد في حالته الصحية، ويبدو أن هذه الاعتقالات واسعة النطاق، بالإضافة إلى إعلانه لائحة من الإصلاحات، شملت السماح بدخول الملاعب وقيادة السيارة، وإنهاء حظر السينمات ، كان يبدو أنه تم الاستعداد لها مسبقا لإعادة تنظيم الجوانب الرئيسية للمجتمع والحياة السعودية .
وذكرت أنه بينما كان يجري تنفيذ إصلاحات محمد بن سلمان في العلن، كان ولي العهد يقوم خلف الكواليس بما يمكن وصفه بـ”فورة شراء هائلة”، من خلال إنفاق المليارات على “اليخوت” والفن، والآن على العقارات الفرنسية الفخمة .
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اشترى سرًّا قصر لويس الرابع عشر، الذي وصف بأنه “المنزل الأغلى بالعالم”، مقابل أكثر من 300 مليون دولار، ورغم إتمام الصفقة عام 2015، لكن مؤخرًا فقط عرفت هوية المشتري.
وذكرت “تايمز” في تقرير لها: “حين بيع قصر لويس التاسع عشر بأكثر من 300 مليون دولار قبل عامين، وصفته مجلة “فورتشن” بأنه أغلى منزل في العالم، كما سلطت مجلة “تاون & كانتري” الضوء على نافورته الذهبية، وتماثيل الرخام، والمتاهة التي تمتد على 57 فدانا مشكِّلةً حديقة تتزين بالمناظر الطبيعية، غير أن هوية المشتري ظلت غير معروفة حينها، قبل أن يتضح حاليًا أن ولي العهد السعودي وراء عملية الشراء”.
وأضافت الصحيفة أن عملية الشراء التي تمت في عام 2015، جاءت ضمن عدة عمليات استحواذ باهظة شملت يختًا بقيمة نصف مليار دولار، ولوحة ليوناردو دافينشي بقيمة 450 مليون دولار، رغم دعوته للتقشف المالي.
وقالت الصحيفة إنها توصلت لذلك من خلال مجموعة من المقابلات والوثائق، ضمت شركة “وودونيت” المالية، ومحاميا في دوقية لوكسمبرج، وعددا من أغنياء مالطة، بالإضافة إلى كيم كارداشيان التي سعت لإقامة زفافها في القصر على كاني ويست، لكن ملكية القصر تمت تغطيتها بواسطة مجموعة من المحامين والمحاسبين عبر شركات وهمية في فرنسا، بينما تعود الملكية الحقيقية لشركة سعودية يديرها الأمير محمد بن سلمان.
ولفتت إلى أن القصر يحتوي على 15 ألف ورقة من الذهب، وأيضا على 10 غرف نوم، وقاعتين للرقص، وغرفة للتأمل، وأحواض سباحة داخلية وخارجية، وملعب إسكواش، وصالة رياضية، ومسرح وسينما، وملهى ليلي خاص، وقبو للخمور، وتمثال لويس الرابع عشر المصنوع من رخام الكرارا التركي.
وذكر موقع “صالون” أن عدم التوافق بين حياة والوجود القمعي اليومي لكثير من سكان المملكة يكشف سياسة المعايير المزدوجة في المجتمع السعودي، مشيرا إلى أن عدم المساواة بين أفراد الأسرة الملكية والمواطنين هو النموذج الصارخ في هذا الصدد .
وأوضح “صالون” أن الأصول التي تمتلكها العائلة المالكة تقدر قيمتها بحوالي 1.4 تريليون دولار، أي ضعف قيمة الناتج المحلي الإجمالي السنوي للمملكة .
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد كشفت في وقت سابق عن أن ولي العهد السعودي هو المشتري الحقيقي للوحة “سلفادور مندي”، أو “مخلص العالم” أغلى لوحة في التاريخ، بقيمة 450 مليون دولار، عن طريق وسيط له وهو الأمير بدر آل سعود.
كما سبق أن كشفت “نيويورك تايمز” أيضا في أكتوبر 2016، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اشترى يختًا بـ 550 مليون دولار، في الوقت الذي تفرض فيه المملكة حالة التقشف العام على المواطنين.
وقالت الصحيفة إن الأمير السعودي اشترى يخت “سيرين” من يوري شيفلر (ملياردير الفودكا الروسي) أثناء قضائه عطلة في جنوب فرنسا، وأرسل مساعده وأنهى الصفقة في غضون ساعات.
وذكرت الصحيفة أن “يوري”، المالك الأول، ربح في الصفقة مع محمد بن سلمان ما لا يقل عن 200 مليون يورو، حيث كان سعره “330 مليون دولار.
اضف تعليقا