العدسة – إبراهيم سمعان
شن موقع “ذي إنترسيبت” الأمريكي هجوما حادًّا على شبكة “سي بي إس” الأمريكية على خلفية المقابلة التي أجرتها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ووصف الموقع المقابلة التي أجرتها المذيعة “نورا أودونيل” مع “بن سلمان” بأنها جريمة في حق الصحافة.
وأشار إلى أن المقابلة التي أذيعت على برنامج “60 دقيقة” كانت بمثابة دعاية تليفزيونية تجارية للنظام السعودي أكثر من كونها مقابلة جادة أو تسعى إلى تناول الحقائق بدقة.
وأوضح الموقع الأمريكي أن السعوديين وجدوا في المذيعة الأمريكية نورا أودونيل، بعد توماس فريد مان وديفيد اجناتيوس، مشجعا جديدا داخل السلك الصحفي الأمريكي.
ومضى يقول: “لِنَنْسَ أن القصف السعودي وحصار اليمن، الذي وصفته وكالة الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لم يحظ بأكثر من دقيقتين من التغطية على مدار الفقرة التي استغرقت 30 دقيقة”.
وأضاف: “لننس أن السجل السعودي الفظيع في الإعدام والرجم لم يحظ بأي دقيقة من فريق برنامج 60 دقيقة في الرياض، وبدلا من ذلك، تلقينا انفعالات الإعجاب من أودونيل إزاء شباب ولي العهد وجديته في العمل، وحتى لا ننسى دعمه قيادة النساء للسيارات”.
وأشار إلى أن المقابلة نفسها تكونت من سؤال خفيف تلو الآخر (على سبيل المثال: ما التحدي الكبير؟ مثال آخر: ماذا تعلمت من والدك؟”.
وتابع: “فيما يلي 10 أسئلة أكثر ملائمة وأكثر صرامة، كان من الممكن، وكان ينبغي لبرنامج 60 دقيقة أن يطرحها”.
1 ـ لقد ساعدت في شن حرب اليمن في عام 2015، وواصلت اتهامك للمتمردين الحوثيين بالتسبب في كل أعمال العنف والمعاناة هناك، إلا أن الأمم المتحدة ألقت باللوم على الغارات الجوية التي نفذها التحالف الذي تقوده السعودية في غالبية الوفيات بين المدنيين اليمنيين، في حين أن منظمة العفو الدولية وثقت 34 غارة جوية شنها التحالف يبدو أنها انتهكت القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الهجمات التي يبدو أنها استهدفت المدنيين والأهداف المدنية؛ مثل المدارس والمستشفيات والأسواق والمساجد. هل ينسجم الإصلاح في الداخل مع جرائم الحرب في الخارج؟.
2 ـ لقد قلت في هذه المقابلة إن المتمردين الحوثيين في اليمن يمنعون المساعدات الإنسانية من أجل خلق مجاعة وأزمة إنسانية، لكن ماذا عن دورك في التسبب في هذه الأزمة؟ لقد وجد فريق خبراء الأمم المتحدة أن السعودية تعرقل عمدًا إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، أليست فضيحة أخلاقية أن تقوم واحدة من أغنى الدول في الشرق الأوسط بتجويع أفقر بلد في الشرق الأوسط؟ .
3 ـ تهانينا لرفع السعودية الحظر المفروض عن قيادة النساء للسيارات، لكن متى ستلغون عقوبة الإعدام بسبب التجديف والشعوذة والزنا والمثلية الجنسية؟ أليس صحيحا أن عدد الذين قُطعت رءوسهم على يد حكومتكم أكبر من عدد الرءوس التي قطعت على يد تنظيم “داعش”؟.
4 ـ لقد شبهتم آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران غير المنتخب، بأدولف هتلر، لكن ماذا عن أسلوب حكمكم الاستبدادي؟ لقد قمتم بقمع المعارضة من خلال جمع رجال الدين والمثقفين والنشطاء واعتقالهم وتعذيب أقرانكم الأمراء، أليس من المستغرب أن الصحفي السعودي البارز والمستشار السابق للعائلة المالكة جمال خاشقجي شبهكم بالرئيس الروسي فلاديمر بوتين، ووصفك بأنك المرشد الأعلى للسعودية؟.
5 ـ تقول إن هؤلاء الأمراء كان يجب اعتقالهم في إطار حملة لمكافحة الفساد، لكن كيف من المفترض أن يعرف المواطنون السعوديون أيضا ما إذا كنت أنت فاسدا أم لا؟ علاوة على ذلك، فأنت الأمير الذي شاهد يختا فاخرا مملوكا لروسي، عندما كنت في عطلة في جنوب فرنسا، فاشتريته على الفور بمبلغ 550 مليون دولار، من أين أتت هذه الأموال؟.
6 ـ ألا ينبغي عليك أن تكون أيضا حذرًا من استدعاء “هتلر” في ضوء تاريخ السعودية من معاداة السامية بشكل سافر؟ في الواقع، وكجزء من جهود الإصلاح التي تقومون بها، هل ستكون مستعدا للاعتذار عن إنتاج شبكة تليفزيون وراديو العرب مسلسل تليفزيوني يستند إلى بروتوكولا حكماء صهيون سيئة السمعة، ووصف إمام الحرم المكي لليهود بفئران العالم وحثالة الأرض، أو والدك الملك سلمان الذي نسب هجمات 11 سبتمبر لمؤامرة نفذها الموساد؟.
7 ـ لقد أشرت في هذه المقابلة إلى أن إيران تعمل مع تنظيم القاعدة، مع ذلك، قال بوب جراهام، الرئيس السابق للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، إن 28 صفحة تم رفع السرية عنها من تحقيق مشترك للكونجرس في 2002، تشير إلى صلة وثيقة بين إرهابيي 11 سبتمبر والسعودية والجمعيات الخيرية السعودية وغيرهم من أصحاب المصلحة السعوديين، ألم يحن الوقت كي تعترف السعودية بدورها طويل الأمد في تمويل الإرهاب وتسليحه والتحريض عليه؟.
8 ـ أليس صحيحا أن النظام التعليمي السعودي يؤجج لهيب التعصب والتطرف؟ كيف يمكنك تفسير حقيقة أن تنظيم “داعش” عندما احتاج كتبا مدرسية لتوزيعها على التلاميذ في الرقة، قام بطبع نسخ من الكتب المدرسية السعودية المتاحة على الإنترنت؟.
9 ـ قلتم في هذه المقابلة إن الإيرانيين يريدون التوسع في المنطقة، لكن هل إيران، أم السعودية تحت قيادتك، هي التي اعتقلت زعيمين منتخبين لدولتين عربيتين ضد إراداتهما، وهما الرئيس اليمني ورئيس وزراء لبنان؟.
10 ـ وصفت أنت ووزراؤك تغييراتك وإصلاحاتك بأنها ثورة، إذن، فلماذا لا ترشح نفسك في الانتخابات، وتسمح لمواطني السعودية باختيار قائدهم؟ علاوة على ذلك، كيف يمكن إطلاق وصف “ثورة” إذا كانت السلطة لا تزال بيد ملك استبدادي يفرض سيطرته بشكل مطلق في نهاية المطاف؟ .
اضف تعليقا