العدسة – بشير أبو معلا
تحت العنوان السابق وصورة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سلط موقع “jforum”الإسرائيلي الناطق بالفرنسية، في تقرير له، الضوء على ما أسماه “الثورة” التي نشهدها حاليا في العلاقات بين دولة الاحتلال والعالم العربي.
وفيما يلي نص المقال ..
تحت عيون مغلقة في أوروبا تُشكّل حاليا، والتي ذكرت الباحثة كارولين جليك مؤخرا أنها العدو الرئيسي لإسرائيل حاليا في الساحة الدولية، هناك جزء مهم في العالم العربي والإسلامي- خاصة السعودية وبعض دول المعسكر السني المعتدل- يقترب من إسرائيل؛ لمحاربة تهديد المحور الإيراني (الذي يضم حماس وحزب الله).
بيد أن هذا التقارب ليس ظرفيا؛ لأنه يستند أيضا إلى فهم أن المصالح طويلة الأجل للعالم الإسلامي، هي تحقيق السلام مع إسرائيل.
لكن كل ما هو جدير بالاهتمام والجدال الراديكالي للنص الذي سيتم قراءته أدناه، يوضح أن السلام لا يعتمد على المعادلة الخاطئة “السلام مقابل الأرض”، وعلى تنازل إسرائيل عن الهوية والسيادة، على نحو ما رَوَّج له، على مدى عقود، مؤيدو التقارب مع “منظمة التحرير” والسلطة الفلسطينية المناهضة لليهود.
السلام الحقيقي، من جهة أخرى، يعتمد على اعتراف الدول العربية بالهوية اليهودية وسيادتها على القدس ووطنها التاريخي (يهودا والسامرة).
من خلال الاستماع إلى نص السعودي عبد الحميد حكيم، سنلاحظ أن تحليله ثوري حقا، وجزء من الثورة “الكوبرنيكية” التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، على حد تعبير ميشال غورفينكييل، (ثورة كوبرنيكوس، هو مصطلح يشير إلى الثورة على النظرية المعروفة بنموذج مركز الأرض، التي كانت تقوم على فكرة أن الأرض هي مركز المجرة، بزعم كوبرنيكوس أن الشمس مركز النظام الشمسي، كانت تلك النظرية نواة لثورة علمية في القرن السادس عشر الميلادي).
في أوروبا، ندد الكثيرون باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامبب بالقدس عاصمة لإسرائيل (ولا سيما مواقف آلاين فينكيلكروت، وفريدريك أنسل، أو دينيس شاربيت، وكذلك أيضا يسارينن إسرائيليين كفريدي إيتان).
بيان دونالد ترامب والتطورات السياسية التي سبقتها في المنطقة، لم تكن صدمة للتوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط فقط، بل أيضا إعادة رسم الحدود بين المعسكر المناهض لإسرائيل المعادي لليهود بقيادة إيران وحلفائها وأوروبا من جهة، والمعسكر السني المعتدل المتحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، كذلك رأينا أيضا ظهور انشقاق داخل العالم اليهودي، بين اليهود المتمسكين بالقدس، وأعضاء من “اليسار” ضلوا الطريق، وحنوا إلى باراك أوباما.
في ظل هذه الظروف، نستطيع أن نقول بكل وضوح: إن المثقفين والزعماء العرب المعتدلين، مثل عبد الحميد الحكيم، أو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هم الآن أكثر صهيونية من كثير من اليهود، لأنه كما كان في أيام عيد الأنوار، و “اليهود الهلنستيين”، اليوم، تجذبهم الثقافة الأوروبية المهيمنة، ويفضلون نسيان القدس، ويتحالفون مع أعداء الشعب اليهودي.
عبد الحميد حكيم أكد أن القدس عاصمة إسرائيلية مع الإدارة الفلسطينية للأماكن المقدسة الإسلامية، هو فرصة للسلام، ويجب على العرب أن يغيروا عقليتهم المعادية لليهود.
الباحث السعودي، والرئيس التنفيذي لمركز الدراسات الإستراتيجية والقانونية في الشرق الأوسط (مقرها في جدة) أكد أن العرب يجب أن يعترفوا بأن القدس هي “مقدسة أيضا لدى اليهود، كما مكة المكرمة والمدينة المنورة للمسلمين”، مشيرا في حديث مع قناة “الحرة” إلى أن “اليهود لهم حق تاريخي في المنطقة”.
وبشأن إعلان “ترامب” قال “الحكيم”: إنّ القرار سيُحدث صدمة إيجابية في تحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات، وأن المملكة يمكن أن تساعد الفلسطينيين في هذه المهمة، ودعا العرب إلى عدم تفويت الفرصة ،كما فعلوا في الماضي، وإلى تغيير ثقافة الكراهية تجاه اليهود التي تهمين على المناهج الدراسية.
وأضاف: “نحن كعرب، يجب أن نؤمن؛ حتى نتفهم الطرف الآخر كما هو، ونعرف ما هي متطلباته، لننجح في مفاوضات السلام”، و”على العقل العربي أن يتحرر من الموروث الناصري، وموروث الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، الذي غرس ثقافة كراهية اليهود، وإنكار حقهم التاريخي في المنطقة”.
وأنهى “حكيم” مداخلته قائلا: “إن الوقت قد حان لشرق أوسط جديد، يقوم على المحبة والسلام والتعايش، ونبذ الكراهية والعنف والتشدد”.
اضف تعليقا