نددت العديد من دول العالم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس، عصر اليوم “الاثنين” 14 مايو، وسط موقف “باهت” للعديد من الدول العربية.
البداية من بريطانيا، التي نفت وجود خطط لنقل سفارتها إليها أسوة بأمريكا؛ حيث قالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء “تيريزا ماي”: إن “الحكومة البريطانية ليست لديها خطط لنقل السفارة من مدينة تل أبيب إلى القدس”.
وفي موسكو اعتبر “الكرملين” أن افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس يصعد حدة التوتر في المنطقة.
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني “علي لاريجاني” إن الإدارة الأمريكية تتصرف بعدم نضج، وتنتهج أسلوب المغامرة، وذلك تعليقًا على قرارها نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وخلال اجتماع اللجنة الدائمة لفلسطين في طهران، دعا “لاريجاني” الدول الإسلامية والمجتمع الدولي لدعم جادٍّ وإجراءات عملية للتصدي لممارسات الإدارة الأمريكية تجاه القدس.
وسبق ذلك تصريح للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” تعليقًا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قال فيه: “نشعر وكأننا في الأيام المظلمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم الاثنين، أثناء اجتماع نظمه معهد تشاتام هاوس ببريطانيا، التي يجري زيارة رسمية إليها.
وأكد رفض بلاده هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وطالب “أردوغان” المجتمع الدولي بالقيام بدوره والتحرك بسرعة من أجل إيقاف عدوانية إسرائيل المتصاعدة.
من جهتها، دعت الحكومة الألمانية اليوم الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس، مؤكدة أن مصير القدس تحدده فقط مفاوضات بين الطرفين.
أما عربيًّا، فقد أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة “محمد المومني” أن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس واعتراف الولايات المتحدة بها عاصمة لإسرائيل، يمثلان خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد في تصريح صحفي له، ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ووفق قرارات الشرعية الدولية التي تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعبر ملك المغرب “محمد السادس” عن رفضه تفعيل الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها.
جاء ذلك في رسالة بعثها الملك المغربي إلى الرئيس الفلسطيني “محمود عباس”.
فيما أعربت مصر عن إدانتها الشديدة لاستهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين من بين الفلسطينيين.
وأكد بيان لوزارة الخارجية المصرية -نُشر على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”- على “رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة”.
وحذرت الخارجية المصرية من “التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وفي وقت سابق من اليوم، تمكن الفلسطينيون المتظاهرون، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، من العبور إلى أراضيهم المحتلة، بعد أن تمكنوا من اقتحام السياج الفاصل.
وكان توافد الآلاف من الفلسطينيين منذ ساعات الصباح إلى مخيمات العودة في كافة أماكن وجودها، استعدادًا لاقتحام السياج الفاصل والعبور للأراضي الفلسطينية، وهو ما قابلته قوات الاحتلال باستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي والمتفجر وقنابل الغاز المسيل للدموع.
كما تسببت طائرات غزة “الورقية”، باندلاع حرائق كبيرة في داخل الأراضي الفلسطينية التي تحتلها (إسرائيل) على الحدود مع القطاع المحاصر.
ويشارك الفلسطينيون، اليوم “الاثنين”، في “مليونية الزحف نحو الحدود”، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، إحياءً لنكبة الشعب الفلسطيني، ورفضًا لنقل السفارة الأمريكية للقدس، في إطار فعاليات “مسيرات العودة”.
ونصبت وزارة الصحة الفلسطينية نقاطًا ميدانية بالقرب من أماكن التظاهرات لعلاج المصابين وإدارة حالات الطوارئ، وكذلك تم نصب خيام أمام المستشفيات والمجمعات الطبية لذات الغرض.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال مشاركتهم في مسيرة العودة وكسر الحصار، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، منذ الصباح إلى 43 شهيدًا، وأكثر من 1700 مصاب.
وكانت ناشدت وزارة الصحة مصر اليوم، بإمداد مستشفيات القطاع بالأدوية والمستهلكات الطبية للطوارئ، جراء النقص الكبير الذي تعاني منه المستشفيات.
ودعت الوزارة السلطات المصرية، إلى “نقل الجرحى للمستشفيات التخصصية داخل جمهورية مصر العربية؛ وذلك بسبب الأعداد المتزايدة من المصابين بجراحات معقدة تحتاج إلى تدخلات علاجية غير متوفرة في قطاع غزة”.
كما سبق وأن أطلقت الوزارة اليوم نداء “استغاثة”، بهدف دعم المستشفيات والمراكز الطبية بالأدوية والمستهلكات الطبية، بسبب النقص الكبير الذي تسبب به كثرة الإصابات، جراء المجزرة الإسرائيلية شرق القطاع.