أفردت وسائل إعلام أمريكية مساحة واسعة صباح اليوم لتناول مطالبة روبرت مولر، رئيس لجنة التحقيقات الخاصة بملف التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الماضية، البيت الأبيض، بالاطلاع على تسجيلات ووثائق خاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتضمن ملفات تحتوي على نقاشات تخص قيام ترامب بعزل مستشاره للأمن القومي، مايكل فلين، ومدير الاستخبارات الفيدرالي، جيمس كومي.

حيث أوردت صحيفة “الواشنطن بوست” تقريرا تحدثت فيه تفصيلا عن وثائق وتسجيلات ورسائل إلكترونية طلبها مولر –رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي السابق- والتي يعمل المحققون في البيت الأبيض على جمعها خلال المرحلة الحالية.

وقالت الصحيفة إن المحققين قسموا الوثائق والمستندات إلى 13 تصنيفا واعتبروهم جميعا وثائق ضرورية للتحقيق.

ونقلت الصحيفة عن اثنين ممن تلقوا طلبات مولر، تفاصيل قائمته التي شملت أي رسائل أو وثائق تتعلق بالأحداث التي برزت بشكل واضح منذ بداية حكم ترامب بما فيهم عزل مايكل فلين، مستشار الرئيس للأمن القومي، وطرد جيمس كومي، مدير الاستخبارات الفيدرالي.

ويقوم فريق مولر بالتحقيق حول ما إذا كان ترامب قد حاول إعاقة مسار التحقيقات، حيث تناقلت وسائل الإعلام ما قالت إنه تصريحات لترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض يتباهى فيه بعزله لكومي مبررا ذلك بكونه سبب له إزعاجا بشأن روسيا، وهو ما دفعه لطرده.

وفي هذا الإطار، قام فريق مولر بمساءلة شهود عيان وشركاء لكل من بول مانافورت، الرئيس السابق للحملة الانتخابية لترامب، وفلين، مستشار الرئيس للأمن القومي، كما قام أيضا بجمع السِجِلّات المالية لبول مانافورت خلال مداهمة منزله الشهر الماضي.

على صعيد آخر، يقوم محامي البيت الأبيض، تاي كوب، بجمع الوثائق التى تخص تحقيق مولر، والذى قال إنه ملتزم بالشفافية والتعاون الكامل مع مولر حيال هذا التحقيق، إلا أنه رفض مشاركة محتوى ما سأله عنه مولر انطلاقا من التزامهم بالسرية التي تفرضها طبيعة التحقيق.

وضمن قائمة مولر التي تحدثت عنها “واشنطن بوست”، جميع المراسلات الداخلية والوثائق المتعلقة بلقاء الإف بى آي مع فلين في يناير الماضي بعد أيام قليلة من تسلمه المكتب، إضافة إلى أي وثائق تتعلق بمناقشة حوار فلين مع سيرجي كيزلياك الذي تم تعيينه سفيرا لروسيا لاحقا.

وتتضمن القائمة أيضا أي تسجيلات لاجتماعات سالي ييتس، التي تم تعيينها لاحقا نائبا للمدعي العام، مع مستشار البيت الأبيض، دون مكون، في أواخر يناير لتنبيهه على الملاحظات القانونية لقسم العدالة بالبيت الأبيض على فلين.

وفيما يخص كومي، تقول “واشنطن بوست” إن مولر طالب بجمع أي سجلات تتعلق بالفترة التي كان يخدم خلالها في مكتب الحقيقات الفيدرالي، وأية وثائق متعلقة بطرده وأية تصريحات صحفية ليلة عزل كومي لشون سبايسر، الذي تم تعيينه لاحقا أمينا صحفيا في البيت الأبيض، والوثائق المتعلقة باجتماع ترامب مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صبيحة طرد كومي.

ويضيف مولر في قائمته التي ذكرتها الصحيفة كل المستندات والوثائق الخاصة بالاجتماع في برج ترامب الذي استضافه ابنه في يونيو 2016 والذى التقى خلاله محاميا روسيا، بالإضافة إلى منشورات البيت الأبيض حيال هذا الاجتماع في يوليو 2017.

ويصرح أحد المسؤولين لواشنطن بوست قائلا إن مولر يجرى التحقيقات على قدم وساق، ويعتقد أن لديه الآن عدته التحقيقية الكاملة، حيث يستطيع من خلال مصادره إصدار أوامر الضبط والإحضار وإجراء المقابلات.

وبالرغم من التخوف الذي افتتحت به الواشنطن بوست تقريرها، والمبني على تصريح لإحدى الخبراء القانونيين من إمكانية تغيير ترامب قواعد التحقيقات التى يتبعها مولر، يقول المسؤول إنه على يقين من الوصول إلى نتيجة من خلال التحقيقات حتى ولو قام ترامب بطرد مولر شخصيا.