في مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره الإسباني خلال الجولة الثانية من لقاءات دور المجموعات في مونديال كأس العالم 2022 المُقام في قطر حمل مشجعون قطريون وعرب صورًا للاعب السابق في المنتخب الألماني مسعود أوزيل، الذي اعتزل اللعب الدولي عام 2018 بسبب الهجمة العنصرية الشرسة التي شُنت ضده من قبل المؤسسة الكروية في البلاد على خلفية صورة نُشرت له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك بسبب رفض ألمانيا السماح له بالتعبير عن رأيه في إدانة انتهاكات الصين ضد الأويغور.
وأجبر أوزيل، لاعب كرة قدم ألماني المولد من أصل تركي، على ترك المنتخب الألماني بسبب آراؤه، وقد سبق وصرح أنه استخدم ككبش فداء للتغطية على خروج ألمانيا مبكرًا من بطولة كأس العالم 2018، وقال لوسائل الإعلام الشهيرة في ذلك الوقت: “أنا ألماني عندما نفوز، لكنني مهاجر عندما نخسر”.
الاحتجاج القطري والعربي جاء بعد قرار الفريق الألماني تغطية أفواههم أثناء الصورة الرسمية للفريق ردًا على قرار الفيفا بحظر العروض السياسية في الملعب، بما في ذلك شارات قوس قزح المستخدمة للتعبير عن دعم مجتمع الميم، إذ ترفض قطر، كونها بلد عربي وإسلامي دعم هذه المجتمعات وتفرض عقوبات شديدة على المنتمين إليها.
في نظر العرب فإن ما حدث مع مسعود أوزيل هو دليل واضح على ازدواجية المعايير في ألمانيا وفي دول أوروبا المشاركة في كأس العالم بشكل خاص.
العنصرية والتمييز
يقول المشجعون من العالمين العربي والإسلامي إن قطر تتعرض لهجمة شرسة وضغوط وانتقادات غير مبررة بحجة وجود سجل سيء لدى قطر فيما يتعلق بحقوق والإنسان واحترام الحريات، بمعنى أدق واحترام المثليين الجنسيين، لكن في المقابل لم تُواجه روسيا بمثل هذه الانتقادات رغم سجلها المعروف بسوء سمعته، وكذلك رفضت هذه المنتخبات الدفاع عن أي أقليات أخرى تتعرض للاضطهاد في العالم.
تتمحور الانتقادات الموجهة لقطر حول معاملتها للعمال الذين شاركوا في بناء الملاعب والبنية التحتية اللازمة للبطولة، فضلاً عن سجلها في قضايا مجتمع الميم كما أشرنا سابقًا.
من جانبهم، قال مسؤولون قطريون إنهم يرحبون بجميع المسافرين الذين يزورون البلاد خلال البطولة، لكنهم في المقابل يتوقعون من الجميع احترام القوانين والتقاليد القطرية.
خططت العديد من الفرق الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وإنجلترا، ارتداء شارات قوس قزح قبل بدء البطولة، لكنها قررت عدم القيام بذلك عندما حذرت الفيفا من فرض عقوبات على اللاعبين الذين سيفعلون ذلك.
هذا القرار تسبب في انقسام خبراء كرة القدم والمشجعين إلى فريقين، إذ قال أحد الطرفين إنه لا ينبغي استخدام البطولة لفرض القيم الغربية على دول أخرى، بينما قال الآخر إن البطولة لم يكن ينبغي أن تستضيفها قطر من البداية بسبب مواقفها التي لا تروق لهم.
لم تقف المنتخبات الأوروبية في وجه أي عقوبات فُرضت على التعبير عن الرأي من قبل، على سبيل المثال، عوقب النجم المصري ولاعب النادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة عام 2008 لارتدائه قميصًا يحمل شعار “تضامنًا مع غزة” إبان الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، إذ كان يرتدي القميص تحت قميص الفريق المصري.
موقف المشجعون القطريون من المنتخب الألماني لاقى تضامنًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي الذين انضموا إليهم في اتهامهم للمنتخب الألماني وبقية المنتخبات الأوروبية المشاركة في المونديال بازدواجية المعايير ودعم حقوق فئات على فئات أخرى بحسب قيم وعادات بلدانهم، وليس بحسب القيم الإنسانية بشكل عام.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا