إبراهيم سمعان

قال موقع “ميدل إيست آي” إن الأمير أحمد بن عبد العزيز ، شقيق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يفكر في عدم العودة إلى البلاد بعد تصريحات أدلى بها لمحتجين اليمنيين والبحرينيين خارج منزله في لندن في وقت سابق من الأسبوع، نأى فيها بنفسه وبقية آل سعود من أعمال أخيه وابن أخيه ، ولي العهد محمد بن سلمان، وذلك بحسب قول مصدر وثيق الصلة بالأمير أحمد للموقع.

ومضى الموقع يقول “متحديا المتظاهرين الذي كانوا يهتفون بسقوط آل سعود ويصفونها بالعائلة المجرمة، التفت لهم الأمير أحمد قائلا: لماذا تقولون ذلك عن آل سعود؟ ما علاقة كل عائلة سعود بهذا؟ هناك أفراد مسئولون، لا تشركوا احدا في ذلك”.

وعندما سئل من قبل المتظاهرين عن المسئولين ، أجاب الأمير: “الملك وولي العهد ، وغيرهم في الدولة”.

وفي غضون ساعات من انتشار الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي ، أصدرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية تقريرا يزعم نقلا عن الأمير أحمد قوله إن التفسير بأنه انتقد الملك غير دقيق”. وقالت وكالة الانباء السعودية ان الامير احمد كان يقول فقط ان العائلة المالكة مسؤولة بحسب مواقعها في الحكومة.

وقال مصدر مقرب من الأمير أحمد لـ “ميدل إيست آي” إن الأمير يتمسك بتصريحاته الأصلية، مضيفا إن التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) كان مزيفا وأن الكلمات التي نقلتها الوكالة لم تكن له.

وبعد ظهور الفيديو ، انتشر هاشتاج باللغة العربية يقول “نبايع أحمد عبد العزيز ملكا”.

ومضى الموقع يقول “هذه هي المرة الأولى التي ينتهك فيها أحد أفراد عائلة آل سعود من رتبة أمير وبهذه الأقدمية قانون الصمت الخاص بالأسرة. نأى الأمير بالعائلة علناً وبشكل متعمد عن حكم الملك سلمان. إذا أكد الأمير قراره بعدم العودة ، فإن تصرفه سيكون أكبر تحد علني حتى الآن لحكم سلمان”.

وتابع “تشير تصريحات الأمير أحمد للمحتجين اليمنيين حول موقف العائلة المالكة بوضوح إلى الأيام التي كانت فيها القرارات الكبرى ، مثل قرار شن غارات جوية على اليمن ، تتم بالتشاور الجماعي مع أعضاء بارزين آخرين في العائلة. تحت حكم الملك سلمان وابنه محمد ، ولي العهد ، لم يعد هذا هو الحال”.

وأردف “عدم سعادة أحمد بالقوة التي يمتلكها ابن أخيه الصغير محمد بن سلمان الآن، معروفة. كان أحد 3 أعضاء في مجلس البيعة يعارضون تعيين بن سلمان، ولم يبايع أحمد ابن أخيه عند تعيينه وليا للعهد”.

ومضى الموقع يقول “لم يحضر أحمد حفلات الاستقبال الرسمية التي اقامها شقيقه الملك سلمان. وعندما توفي شقيقهم عبد الرحمن بن عبد العزيز ، علقت صورتان فقط في حفل الاستقبال الذي أقامه أحمد: صورة الملك عبد العزيز ، مؤسس المملكة ، والملك الحالي”.

وأضاف ” كانت صورة ولي العهد مفقودة بشكل ملحوظ، لدرجة أنه عندما انتشر فيديو التقط بهاتف جوال في هذه المناسبة ، هرع المدونون الحكوميون على وسائل التواصل الاجتماعي للادعاء بتزوير اللقطات”.

وتابع “كان الصدع بين الأخوين كبير لدرجة أنه عندما أرسل أحمد تهنئة بالعيد إلى الملك سلمان في يونيو ، كتب المراقبون أن هذه الإيماءة تشير إلى تغيير في معارضته إلى ولي العهد”.

وأردف “مع ذلك ، تجنب الأمير حتى الآن مصير أبناء الأخوة الذين اعتقلوا واحتجزوا في فندق ريتز كارلتون ، وبعضهم تعرض للتعذيب وسوء المعاملة. كونه شقيق الملك سلمان منحه بعض الحماية الشخصية ، وأعطاه حتى الآن حرية السفر خارج المملكة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. بعد تعليقاته في لندن هذا الأسبوع ، قد يكون هذا قد تغير”.

 

ومضى يقول “بالإضافة إلى الإعراب عن فزع العائلة المالكة ، كان لدى أحمد أيضاً أسباب شخصية لإحباطه. فالأمير أحمد أصغر الأخوة السديريين (أبناء الملك عبد العزيز السبعة من زوجته فاطمة بنت أحمد السديري) ، تم تخطيه مرتين في التعيين كولي العهد ، وهو المنصب الذي كان ينبغي أن يكون له عادة”.

وتابع الموقع “كانت المرة الأولى عندما قام الملك الراحل عبد الله بتثبيت شقيقه مقرن كنائب ولي للعهد. وصول سلمان لم يصحح هذا. وبالفعل تجاوز شقيقه الأصغر مرة أخرى بتعيين محمد بن نايف وليا للعهد وابنه محمد وليا لولي العهد”.

واضاف “في يوليو، اتصل الأمير خالد بن فرحانبأعمامه ، الأمير أحمد والأمير مقرن ، لإقالة سلمان ، الذي وصفه حكمه بأنه غير عقلاني ، وغريب الأطوار وأحمق”.

وأشار “ميدل إيست آي” إلى أنه إذا كان هناك شكلا من أشكال التغيير، فإن عائلة آل سعود ستنظر بطبيعة الحال إلى الأمير أحمد ، وزير الداخلية السابق ، لقيادتها.

وأوضح الموقع أن الحدث الثاني الذي هز المملكة هو إصدار ثلاثة مطالبات متتالية من المدعي العام بالإعدام في أسبوع واحد.

ونوه بأن المدعي العام طالب بإعدام 3 من الدعاة السنة المؤثرين والمعتدلين – سلمان العودة ، علي العمري ، وعائض القرني.

ومضى الموقع يقول “باختصار ، تكشف تصريحات الأمير أحمد وأحكام الإعدام هذه أن الهزات القوية تزعزع المملكة.

وتابع “إذا تم تنفيذ أحكام الإعدام هذه ، فإن ما يطلق عليه “التيار الليبرالي” حول ولي العهد سيعلن الحرب على شريحة كبيرة من المجتمع الديني”.

واضاف “سيواجه خيار اختيار العلمانية عند نقطة السلاح ، أو تضخيم صفوف المتطرفين الدينيين الحقيقيين الذين يوجدون بلا شك في الخلايا السرية حول المملكة”.

واختتم الموقع بقوله “في نفس الوقت ، الملك سلمان في حرب مع آل سعود. إن التيار الديني المحافظ وبيت آل سعود هما الدعائم التوأم للدولة السعودية. أن تهاجم الاثنين في نفس الوقت يعني انك تتخلص من دعائم شرعيتك كملك”.