كشف موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني عن وثائق مسربة حصل عليها الموقع، تؤكد أن دولة الإمارات بحثت مع “روس”، سبل معاقبة قطر، بسبب دعمها لحركة مقاطعة (إسرائيل) المعروفة باسم “بي دي إس”، ومن بين تلك السبل نقل قاعدة “العديد” الأمريكية من قطر لإجبار الأخيرة “على تغيير سلوكها”.

ووفق الموقع، فإن الرسائل المسربة، هي جزء من الوثائق التي سربتها مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم “غلوبال ليكس”، كانت قد تمكنت من اختراق البريد الإلكتروني لـ”يوسف العتيبة – سفير الامارات بأمريكا”، في صيف عام 2016.

وبين الموقع البريطاني أن “العتيبة” و”روس” كانت تضايقهما كثيرا الأنشطة التي تدعمها قطر لمقاطعة (إسرائيل)، ومن بينها المؤتمر الذي نظمه في تونس المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية (مقره الدوحة)، في 2016، حيث ناقش “المقاطعة كاستراتيجية ضد الاحتلال والأبارتيد الإسرائيلي: الواقع والتطلعات”، وهو المؤتمر الذي وُصفت فيه حركة “بي دي إس” بأنها “وسيلة لا استغناء عنها في النضال ضد الظلم الإسرائيلي”.

وأظهرت الرسائل المتبادلة بين الرجلان بخصوص هذا المؤتمر، أن “روس” يقول لـ”العتيبة” إنه يتوجب على قطر النأي بنفسها عن مركز الأبحاث هذا.

وقبل أربعة أيام من انطلاق الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية والبحرين ومصر على قطر، عبر “روس” عن نفس عداوته للدوحة خلال مقابلة مع قناة “سكاي نيوز”، قائلا: “يبدو أن القطريين يريدون أن تكون لهم الحرية بأن يفعلوا الشيء ونقيضه”، كما اتهم الدوحة بدعم التطرف بينما تحافظ في نفس الوقت على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.

وتشتمل الإيميلات المسربة على رسائل متبادلة بين “العتيبة” والدبلوماسي الأمريكي السابق “إليوت أبرامز” يخلصان فيها إلى أن غزو قطر قد يكون السبيل الأمثل لحل مشاكل جميع الأطراف.

ويكشف السفير الإماراتي عن أن ملك السعودية السابق “عبد الله بن عبد العزيز” كاد أن يفعل شيئاً في قطر قبل شهور قليلة من وفاته في يناير الثاني 2015.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب وأبوظبي إلا أن هناك تناميا ملحوظا في العلاقات بينهما خلال السنوات الأخيرة، ولو بشكل سري.

وكشفت المراسلات أيضا، وفق الموقع ذاته، عن قنوات اتصال خلفية وعن جهود للإمارات تستهدف إخماد الثورات الشعبية التي اندلعت في المنطقة، إضافة إلى الإجراءات الملتوية التي تلجأ إليها لتمويل الدعاية الموجهة والتأثير سرا على السياسة الأمريكية لحملها على اتخاذ مواقف معادية لمنظمات مثل جماعة الإخوان المسلمين.

كما تكشف الوثائق عما لدى إمارة أبوظبي من طموح لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وعن الوسائل التي تلجأ إليها في سبيل تحقيق ذلك ومنها استخدام ما لديها من نفوذ وعلاقات لزرع الفرقة وإثارة الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي.