أفاد موقع ميدل إيست مونيتور (MEMO)، الإثنين، بأن سفر أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” إلى رواندا عشية القمة الخليجية في الرياض يرجح أنه لن يحضر القمة، رغم التوقعات حول قرب حل الأزمة الخليجية، وذلك بسبب استمرار حصار قطر.
فمن الناحية المبدئية، يقول المركز البحثي في لندن، إن قمة مجلس التعاون الخليجي، التي ستعقد هذا الأسبوع، كانت فرصة لحل الأزمة والعودة إلى الأوضاع الطبيعية كما كانت قبل الأزمة، ولهذا السبب تم توجيه الدعوة من الملك السعودي “سلمان بن عبدالعزيز” إلى الأمير “تميم” للحضور، لكن حضور الأخير دون رفع الحصار يعني “الاعتراف القطري بالذنب”.
ولذا فإن أي حديث عن مشاركة أمير قطر بالقمة الخليجية قبل رفع الحصار الذي فرضته السعودية والبحرين والإمارات ليس سوى “أمنيات سابقة لأوانها”، خاصة في ظل استمرار وجود قضايا عالقة لم يتم حلها بعد، بحسب تقرير المركز.
ووفق تقدير MEMO، فإن منظمي القمة الخليجية لو كانوا جادين في حل الأزمة لعقدوا القمة في بلد محايد مثل الكويت أو عمان، إذ أن حضور أمير قطر القمة والعقوبات لا تزال قائمة ضد بلاده ستكون بمثابة اعتراف بالاتهامات الموجهة ضد بلاده.
وتعاونت السعودية والبحرين والإمارات ومصر ضد قطر واتهمتها بدعم الإرهاب عام 2017، ودعت الدوحة لتنفيذ 13 مطلبا، من أهمها إغلاق قناة الجزيرة والتخلص من القاعدة العسكرية التركية وتقليل العلاقة مع إيران وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين. وعليه فمشاركة الأمير “تميم” بالقمة قد تجدد الدعوات أيضا من أجل تنفيذ المطالب الـ13.
ونوه التقرير إلى قيام وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” بزيارة مفاجئة للسعودية مؤخرا، عرض خلالها قطع العلاقات مع الإخوان المسلمين مقابل إصلاح العلاقات مع السعودية، ونقل عن مصادر قطرية قولها إن أخبار الزيارة سربتها الإمارات لتشويه قطر ومنع أي فرصة للمصالحة بين الدوحة والرياض.
وفي السياق، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن “جيرالد فييرستين”، المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية وسفير واشنطن السابق في اليمن، أن هناك إشارات عن تقارب بين السعودية وقطر و”لكن ليس من الواضح أن هناك تحركا بنفس الاتجاه بين الإماراتيين والقطريين”.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية اختلاف الموقف السعودي عن نظيره الإماراتي إلى الضرر الذي أصاب صورة السعودية الدولية، فهناك إجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين على تحميل ولي عهد المملكة “محمد بن سلمان” مسؤولية قتل الصحفي “جمال خاشقجي”.
ولذا فإن حديث “بن سلمان” عن المصالح السعودية مع قطر، بعد جريمة اغتيال “خاشقجي”، ربما كان محاولة يائسة لإنقاذ النفس وليس رغبة حقيقية لإنهاء العداء بين البلدين، بحسب MEMO.
واعتبر المركز أنه “من الهزل تحدث قادة السعودية والإمارات عن التنمية الدولية والإقليمية في الوقت الذي يرفضون فيه حل المشكلات مع جارتهم (قطر)”، مؤكدا أنه “بدون نهاية لحصار قطر، سيظل مجلس التعاون الخليجي مشلولا”.
وتوقع MEMO حضور وزير الخارجية القطري أو رئيس الوزراء ممثلا عن الأمير في القمة الخليجية، بينما تواصل حسابات التواصل الاجتماعي، السعودية والإماراتية، الحديث عن مشاركة الأمير، رغم أمل المشاركين فيها بعدم حضوره حتى يتسنى لهم تصوير قطر بأنها غير جادة في طي صفحة الخلافات.
اضف تعليقا