كاميلا هاريس تطالب إسرائيل بوضع حد لـ “الكارثة الإنسانية” في غزة

في تصريحات هي الأقوى من جانب مسؤول أمريكي منذ بداية الحرب، نائبة الرئيس الأمريكي تهاجم إسرائيل وتطالب بوقف إطلاق النار

انتقدت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إسرائيل بشكل علني لعدم اتخاذ أي إجراء لإنهاء “الكارثة الإنسانية” في غزة، في تصريحات هي الأقوى من نوعها تصدر عن مسؤول أمريكي منذ بداية الحرب، وقد جاءت هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إدارة بايدن ضغوطا متزايدة لكبح جماح حليفتها التاريخية في حربها الدامية في غزة.

ودعت هاريس، خلال كلمتها يوم الأحد أمام جسر إدموند بيتوس في سلما بولاية ألاباما، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، كما عبرت عن دعمها للمقترح الذي يطالب بهدنة لمدة 6 أسابيع بشكل مبدئي.

الجزء الأكبر من خطابها كان موجهًا لإسرائيل، إذ أدانتها بصورة علنية وصريحة بشكل لم يفعله أي مسؤول حكومي من قبل، لا سيما في الحكومة الحالية التي قدمت كل الدعم لإسرائيل، مالي وعسكري ولوجستي وإعلامي، في حربها التي حصدت عشرات الآلاف من المدنيين.

وجاء في تصريحات هاريس “الناس في غزة يتضورون جوعا… الأوضاع كارثية وغير إنسانية، إنسانيتنا المشتركة تجبرنا على التحرك العاجل… يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تفعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير، لا يوجد عذر أو مبرر لمنع المساعدات”.

تعكس تصريحات هاريس الإحباط الشديد داخل الحكومة الأمريكية بشأن الحرب، مما أضر بمكانة الرئيس جو بايدن بين الناخبين ذوي الميول اليسارية وهو يسعى لإعادة انتخابه هذا العام.

وقالت هاريس إنه يتعين على إسرائيل فتح معابر حدودية جديدة، وعدم فرض “قيود” على توصيل المساعدات، وحماية العاملين في المجال الإنساني والقوافل من أن تصبح أهدافا للهجمات العسكرية، والعمل على استعادة الخدمات الأساسية وتعزيز النظام حتى “يدخل أكبر قدر من المساعدات الغذائية والمياه والوقود إلى من يحتاجها في غزة”.

تأتي هذه التصريحات بعد يوم من تنفيذ الولايات المتحدة أول عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية في غزة يوم السبت، وقبل يوم من اجتماع منتظر بين هاريس وعضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني غانتس يوم الاثنين في البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن توجه رسالة مباشرة مماثلة.

في سياق متصل، وصل وفد من حماس إلى القاهرة للمشاركة في الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار، التي وصفها الكثيرون بأنها العقبة الأخيرة المحتملة أمام الهدنة، ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم.

الجدير بالذكر أنه وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن إسرائيل قاطعت المحادثات بعد أن رفضت حماس طلبها بتقديم قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.

في حال تم الموافقة على هذه الهدنة، ستكون الأطول منذ بداية الحرب الممتدة منذ خمسة أشهر، إذ لم تتوقف سوى لأسبوع واحد فقط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن ضمن بنودها إلى جانب إدخال المساعدات، إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل المئات من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

تأتي محادثات وقف إطلاق النار بعد مقتل أكثر من 100 فلسطيني الأسبوع الماضي أثناء اقترابهم من شاحنة مساعدات في غزة بعد إطلاق النار عليهم من قبل الجانب الإسرائيلي، وقد تحدثت هاريس عن هذه الواقعة المؤسفة خلال كلمتها في ألاباما، إذ قالت “لقد رأينا أناساً جياعاً ويائسين يقتربون من شاحنات المساعدات محاولين ببساطة تأمين الغذاء لعائلاتهم بعد أسابيع من عدم وصول المساعدات تقريباً إلى شمال غزة، في المقابل تم إطلاق النار عليهم”.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا