يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يحسن من سمعة المملكة العربية السعودية السيئة عبر الأبواق الإعلامية والذباب الإلكتروني وكذلك بإنشاء المشروعات العملاقة والتي تنتهي دائماً بالفشل أو حتى بدعم الألعاب الرياضية وإهدار أموال الدولة الخليجية الغنية بالنفط عليها.
وعلى ما يبدو أن ولي العهد فشل في تحسين تلك السمعة كما فشل في مشاريعه السابق ذكرها، فالقاصي والداني بات يعرف أن السعودية من أكثر الدول في العالم التي تمارس القمع ضد المعارضين وتنكل بهم وتتجسس عليهم.
فمنذ حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية بمدينة اسطنبول بدأ العالم يسلط الضوء بشكل كبير على دولة بن سلمان القمعية، لكن في الفترة الأخيرة عاد ولي العهد للظهور الدولي بعدما كان منبوذاً من خلال لقاءه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي يوم السبت الماضي استيقظ ولي العهد السعودي على فضيحة جديدة جاءت على لسان ناصر القرني نجل الداعية الإسلامي المعتقل عوض القرني، والذي نجح في الفرار من قبضة محمد بن سلمان الأمنية المُحكمة، ليحكي للعالم أجمع عن معاناة الحياة داخل المملكة التي أصبحت دولة بوليسية بامتياز.
هروب من الجحيم
تمكن ناصر القرني نجل الداعية عوض القرني الذي يبلغ من العمر 24 عاماً من الهرب من المملكة العربية السعودية، بعد أن تم تهديده من قبل السلطات بإعدامه أو سجنه مدى الحياة.
خرج القرني في فيديو ليعلن عن خروجه عن طريق دولة الأردن، ومنها سافر إلى المملكة المتحدة وتقدم بطلب لجوء هناك، ليبدأ حسب قوله رحلة جديدة في الدفاع عن والده وعن معتقلي الرأي بالمملكة العربية السعودية.
كما أكد في الفيديو ذاته على: “أعلم أن الكلام بالداخل قد تكون نتيجته الاعتقال، وقد اُعتقل حتى وأنا صامت فقط، لأنني ابن الدكتور عوض القرني، فنحن في الداخل استنفدنا كافة الطرق لأجل الإفراج عن والدي وإيقاف الظلم الجائر الذي تعرض له”، حسب قوله.
وشدد القرني على أن بلاده تتساقط ليس فقط حقوقياً بل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً في كل المجالات جراء سياسة الرجل الواحد الذي يستولي على كل مقدرات المملكة ويملك فيها كل الصلاحيات، وقد تسبب بشكل مباشر في تغيير جميع أحوالها من أرض المقدسات والأمان إلى أرض الخوف، فقد أضاف ناصر “في عهد محمد بن سلمان، تغير الوضع في المملكة العربية السعودية بشكل سيئ حقاً، إذا رغب أي شخص سعودي في التعبير عن رأيه، فلديه خياران: مواجهة السجن، مما قد يؤدي إلى عقوبة الإعدام، أو تعيش وفمك مغلق ولا يمكنك أن تقول كلمة تنتقده أو تنتقد السلطات”.
التنكيل بالقرني
قامت السلطات السعودية باعتقال الشيخ عوض القرني في عام 2017 بسبب بعض تغريداته التي انتقد فيه السلطات السعودية وعلى رأسها محمد بن سلمان، وقد تحدث عنها ناصر نجل الداعية الإسلامي بشكل مفصل بعد خروجه.
بيد أن السلطات استجمعت قوات تعدت 100 فرد المدججين بالسلاح وقامت باقتحام منزل القرني والانقضاض عليه رغم كبر سنه ومكانته بمجرد أن دخلوا المنزل قاموا بتفتيشه وبعثرة محتويات الشيخ وكتبه وارهبوا الأطفال الذين باتوا يصرخون من رهبة الموقف.
بعد ذلك اتهم المدعي العام السعودي القرني بالتحريض على الإساءة لقادة الدول الأخرى والتحريض على القتال ودعم جماعة الإخوان المسلمين ومن ثم طالب بالحكم عليه بالإعدام تعزيزاً.
ليس ذلك فحسب فقد واجه القرني ظروف سيئة للغاية في محبسه وتعرض لحادثة تسمم ومنع عنه الدواء لفترة طويلة حتى أشارت بعض التقارير الحقوقية أنه يواجه الموت البطيء وأن السلطات تنوي اغتياله في سجن الحائر.
وبعد ذلك كله حرمت عائلته من الحديث عن حالته السيئة تلك وقاموا بتهديد ابنه ناصر أنه سيواجه مصير أبيه إذا تحدث أو حاول أن يرفض ما تعرض له والده مقررين منعه من الخروج من البلاد، حتى استطاع الخروج مؤخراً من الجحيم المفروض في المملكة.
اقرأ أيضاً : مجزرة في القنصلية! .. ذكرى اغتيال الصحفي جمال خاشقجي
اضف تعليقا