في وقت سابق من هذا الأسبوع نظرت محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة في أعقاب العدوان الأخير المستمر الذي يشنه الاحتلال على القطاع منذ أكثر من 100 يوم.

 

وبالرغم من ترحيب عدد كبير من الدول والمسؤولين بهذه الخطوة التي اتخذتها جنوب أفريقيا، فيما التزم البعض الآخر الصمت، قررت ألمانيا الإعلان عن دعمها الكامل لإسرائيل في هذه القضية ورفض الاتهامات الموجهة لها، والانضمام للقضية كطرف ثالث، وعرضت التدخل لصالح إسرائيل في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

 

من جانبها، أدانت ناميبيا موقف السلطات الألمانية من القضية، وحث الرئيس هيج جينجوب ألمانيا على “إعادة النظر في قرارها غير المناسب بالتدخل كطرف ثالث في الدفاع”.

 

رد ناميبيا له خصوصية باعتبار أن ألمانيا كانت المستعمر السابق لها، وفي عام 2021، اعترفت برلين بارتكاب جرائم إبادة جماعية في ناميبيا، وحسب الوثائق والتقارير قتل المستعمرون الألمان أكثر من 70 ألف شخص من شعب الهيريرو والناما بين عامي 1904 و1908، ويعتبر المؤرخون أن هذه هي أول إبادة جماعية في القرن العشرين.

 

وقال الرئيس جينجوب إن ألمانيا لا تستطيع “التعبير أخلاقيا عن التزامها باتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة الإبادة الجماعية، بما في ذلك التكفير عن الإبادة الجماعية في ناميبيا وفي الوقت نفسه دعم إسرائيل”.

 

وأضاف أن “الحكومة الألمانية لم تقم بعد بالتكفير بشكل كامل عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها على الأراضي الناميبية”.

 

وقالت الحكومة الألمانية يوم الجمعة إن الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل بالإبادة الجماعية لا أساس لها على الإطلاق وحذرت من “الاستغلال السياسي” لهذه الاتهامات.

 

وجاء في البيان الألماني “بالنظر إلى تاريخ ألمانيا والجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في المحرقة، ترى الحكومة نفسها ملتزمة بشكل خاص باتفاقية الإبادة الجماعية”، مضيفة أن إسرائيل “تدافع عن نفسها” بعد ما حدث يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

 

ومنذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول قتلت إسرائيل ما يقرب من 24 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، في هجماتها الانتقامية على غزة، وحذرت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من خطر المجاعة في غزة فضلا عن انتشار الأمراض بين النازحين وحثت على السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.

 

ودفع حجم الرد الإسرائيلي جنوب أفريقيا إلى مطالبة محكمة العدل الدولية بالنظر فيما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

 

وتضمنت القضية سلسلة من الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد شعب غزة، بدءًا من القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين إلى التدمير الشامل للبنية التحتية في غزة.

 

وقد رفضت إسرائيل بشدة هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة”، وكان فريقها القانوني ينتقد بشدة طلب جنوب أفريقيا، بحجة أنه إذا كان هناك من مذنب بارتكاب جرائم إبادة جماعية، فهي حماس، وحتى الآن لا تزال القضية تُنظر أمام المحكمة.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا